Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

26 مليون دولار للمشتبه بهم في اغتيال «مالكوم إكس».. ما هي مسيرته السياسية ؟

 كتب:  رويدا حلفاوي
 
26 مليون دولار للمشتبه بهم في اغتيال «مالكوم إكس»..  ما هي مسيرته السياسية ؟
مالكوم إكس
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
قالت مجلة بولتيكو الأمريكية،  إن مدينة نيويورك تقوم بتسوية دعاوي قضائية رُفعت نيابة عن اثنين من الرجال الذين تم تبرئتهما العام الماضي من اغتيال مالكوم إكس فى عام 1965، ووافقت على دفع 26 مليون دولار تعويض عن الإدانات الخاطئة التي أدت إلى قضاء كلا الرجلين عقودا خلف الأسوار.
وستدفع ولاية نيويورك أيضا 10 مليون دولار إضافية، بحسب ما أكد ديفيد شاينز محامى الرجلين.
وقال شاينز فى رسالة بريد إلكتروني إن كلًا من محمد عزيز وخليل إسلام وعائلتيهما قد عانوا بسبب هذه الإدانات الظالمة على مدار أكثر من 50 عامًا.
وقال شاينز إن التسوية تبعث برسالة بأن سوء السلوك من قبل الشرطة والملاحقة القضائية تسبب ضررًا فادحًا، ويجب أن نظل يقظين لتحديد الظلم وتصحيح المسار.

وترصد "العاصمة" لكم حياة مالكوم إكس السياسية وحتى اغتياله والقبض على مُغتاليه.

 
كان مالكوم إكس ذكيًا نابهًا تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسيًا ومعنويًا والسخرية منه، فقد ترك الدراسة بعد أن أخبره أحد المدرسين ألا يفكر في العمل بالمحاماة التي كان يحلم بها لأنه زنجي وألا يحلم بالمستحيل، وأن عليه أن يعمل نجارًا، فكانت هذه هي نقطة التحول في حياته، فترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة.

مالكوم إكس يُتَهم بالجنون لإرادته إنشاء جيش زنجي

وعاش فترة الحرب العالمية الثانية وشاهد ما خَلَّفته الحرب من خراب ودمار ووقع في جرائم مختلفة، وعاش خمس سنوات في غفلة شديدة، وفي أثناء تلك الفترة أُعفي من الخدمة العسكرية لأنه صرح من قبيل الخديعة أنه يريد إنشاء جيش زنجي. فاتُّهِمَ بالجنون.
ثم وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة وصدر بحقه حكمًا مبالغًا فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن للبيض خمس سنوات لإشراكه فتاتين من البيض في عملياته، ولأنه كان صديقًا لفتاة بيضاء وهي جريمة منكرة في ذلك الوقت من تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد ما ألقت الشرطة القبض على مالكوم وحكمت عليه سنة 1946 بالسجن عشر سنوات، زجَّ به إلى سجن تشارلز تاون العتيق، وقد كان عنيداً يسب حراسه حتى يحبس حبساً انفرادياً، وتعلم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية يستطيع من خلالها التخلي عن كثير من عاداته.
وفي عام 1947 تأثر بأحد السجناء ويدعى بيمبي الذي كان يتكلم عن الدين والعدل فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم.

مالكوم إكس يسخر نفسه للدعوة ويصبح إمام ثابت في مسجد دترويت

وبعد خروجه من السجن بدأ مالكوم بعدها يدعو الشباب السود في البارات إلى هذه الحركة فتأثر به كثيرون، فذاع صيته حتى أصبح في فترة وجيزة إماماً ثابتاً في مسجد دترويت بعد أن كان مساعد إمام، فتفرغ تمامًا للدعوة فكان وقته كله مسخر لها.
وحدث تحول جذري في حياة مالكوم إكس بعد ذهابه للحج سنة 1962 وأعلن إسلامه من جديد وأسس جماعة جديدة سماها "جماعة أهل السنة" لكن هدده إليجا بالقتل وبدأ مالكوم بعدها بحملة شرسة ضد إليجا.
 
وبتنامي الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، ومباشرةً وفي 14 شباط / فبراير 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أنه نجا وعائلته من النيران.

اغتيال مالكوم إكس أثناء إلقاءه محاضرة في نيويورك يدعو فيها إلى الإسلام

وفي الحادي والعشرين من نفس الشهر الموافق 18 شوال 1384 هـ صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال اقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً، وأصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسده ليلقى مصرعه على الفور.
 
وتم القبض على القتلة الذين تبين أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يُدَن إليجا محمد بشيء.
وكانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة وعرفوا دينهم الحق، وتغيرت كثير من أفكار الجماعة خاصة بعد رحيل إليجا محمد وتولية ابنه «والاس محمد» الذي تسمى بـ "وارث الدين محمد" فصحح أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي بلال بن رباح.
وجعل مالكوم المسلمين السود الأمريكيين أقرب ما يكونوا إلى تيار الإسلام الوسطي وكان كل ذلك صدى لأفكار ودعوة مالكوم إكس.

بعد اغتيال مالكوم إكس.. الرئيس الأمريكي جونسون يضع قانون لدعم حقوق التصويت للسود

وبعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوماً قانونياً ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو - كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب - التي كانت تطلق على السود في أمريكا.
وقامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكب الجريمة - توماس هاجان - وثارت عدة نظريات تقول بأن اغتيال مالكوم إكس كان مؤامرة وقف وراءها مروجو المخدرات أو الإف بي آي أو السي آي ايه، لكن من الراجح أن هذه العملية كانت من عمل منظمة أكبر من منظمة أمة الإسلام، فمالكوم إكس قد تدرج في منظمة أمة الإسلام وهو يعرف مقدرتها وهذا كان أكبر من قدراتها، علق أليكس هيلي كاتب سيرة مالكوم بأن: "الوضع كان غير آمن وكانت مؤامرة مدبرة".

السلطات الأمريكية تُطلق سراح توماس هاجان قاتل مالكوم إكس

وفي أبريل عام 2010 أطلقت السلطات الأمريكية سراح توماس هاجان - قاتل مالكوم إكس - من سجن نيويورك بموجب عفو بعد 45 عاماً من حادثة الاغتيال، وكان توماس هاجان هو الشخص الوحيد الذي اعترف بدوره في اغتيال مالكوم.
واعترف هاجان بأنه أطلق النار على مالكوم إكس أثناء إلقائه خطبة في حي هارلم عام 1965 لكنه أصر على أن الرجلين الآخرين المدانين معه في نفس المحاكمة لا علاقة لهما بالأمر وتمسك الرجلان الآخران بأنهما بريئان، فأطلق سراحهما بموجب عفو في الثمانينات من القرن الماضي.
وتقدم هاجان - الذي أبدى الندم على فعلته مراراً - بستة عشر طلباً للعفو خلال سنوات سجنه لكن لم يستجب لطلبه إلا في شهر مارس 2010.