فيديو| قصة عم عزت «مكوجي الرجل» في كفر الشيخ
كتب: إبراهيم المصري
في منتصف العقد السابع من عمره، ويعمل بمفرده في محل متوسط المساحة، دكانة عتيقة، بداخلها معدات قديمة خاصة بكي الملابس مثل "الوجاه"، وهو فرن لتسخين المكواة العربي أو كما تعرف بالمكواة الرجل.
عزت عبدالعاطي عرفة، 74 عامًا، من أبناء مدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، يعمل "مكوجي رجل"، منذ حوالي 60 عامًا، عندما كان عمره 14 عامًا، رافضًا التخلي عنها رغم بلوغه ذلك العمر، ومعاناته بعض الأمراض في القلب، ورغم وشك اندثارها، ولا يوجد من يعمل فيها حاليًا غيره محبة في تلك المهنة، والتي يراها بأنها صاحبة الخير عليه واصفًا إياها: "دي وش السعد عليه".
"ابويا قاللي لازم تتعلم صنعة تعرف تكسب منها"، هكذا كان حديث عم عزت لـ"العاصمة"، راصدًا تاريخ عمله في مهنة كي الملابس، والتي بدأت عندما قرر والده ضمه لأي مهنة يعمل فيها منذ صغره بعدما لاحظ والده أنه يندمج مع الصبية في اللهو، ويتسبب في جلب المشاكل له، فاصطحبه إلى أحد الحرفيين في صناعة كي الملابس يدعى السيد العشري.
استعاد ذكرياته الماضي، وأوضح أن أجره اليومي من مهنته كان 5 مليمات "تعريفة"، وظل يتحصل على ذلك الأجر لمدة 6 أعوام، وبعد ذلك ارتفع أجره إلى 10 مليمات "صاغ"، وقبل احترافه المهنة كان آخر أجر تحصل عليه عندما كان صبيًا بلغ 3 جنيهات ونصف.
وكشف عن استخدام الجاز الأبيض لتسخين فرن المكواه الحديد، وكان ثمن الصفيحة يبلغ 7 قروش، في مقابل ذلك كانت الملابس التي يجرى كيها عبارة عن جلاليب، وفساتين، وملابس أطفال، وقيمة الكي لأي قطعة من هؤلاء تبلغ 20 مليمًا، والتي تعرف خلال التعامل بالمال قديمًا "نصف فرنك".
ولكن أسعار كي الملابس في الوقت الحالي الذي يحدده عم عزت عبارة عن 5 جنيهات بالنسبة لكي قميص أو بنطلون، أما كي الجلباب فيكون بمبلغ 10 جنيهات، ويعني ثمن كي الملابس يختلف عن القطعة وغيرها.
ولفت عم عزت إلى أن مهنة الكي قديمًا كانت تنتعش في المناسبات مثل الأعياد، ودخول المدارس، وفترة الامتحانات، إنما كي الملابس حاليًا أصبح لا يرتبط بمناسبة بمعاينة، فكان قديمًا حرفي كي الملابس يوجه من يعمل معه "الصبي" بالمرور على المنازل ويسأل أهلها "عندكم مكوة" وتلك وسيلة لجذب الزبون بحثًا عن لقمة العيش.
وأكد أن معداته عبارة عن المكواه الكبيرة ووزنها حوالي 14 كيلو، ومصنوعة من الحديد، والزهر، وتلك المكواه صناعة تركية، يصعب تواجدها حاليًا في العصر الحالي، ويستخدم مكواتين لمساعدته في إنجاز عمله، ومن ضمن معداته والذي يعد أساسيًا فرن تسخين المكواه ويعرف بين حرفيين الكي "الوجاه".
في نهاية حديثه لـ"العاصمة" تمنى عم عزت أشهر مكوجي رجل في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ أن يسترد الله أمانته وهو يعمل في الكي نظرًا لعشقه لها، وارتباطه الدائم بها.