


ربطه والده بالحبال.. رحلة مفيد فوزي من قسوة الأب إلى حديث المدينة
كتب: رويدا حلفاوي




رحل عن عالمنا، اليوم الأحد، الإعلامي والصحفي مفيد فوزي عن عمر ناهز 89 عامًا بعد صراع مع المرض لما يقرب من شهر.
قضى مفيد فوزي رحلة عطاء في عالم الإعلام بين الصحافة والتليفزيون، حتى أصبح من أشهر المحاورين في المنطقة العربية، وسطّر رحلة عطاء طويلة في الحوارت التليفزيونية تفرد بها بين أبناء جيله.
وتحول برنامج «حديث المدينة» الذي كان يقدمه الراحل عبر شاشة التليفزيون المصري إلى ملتقى تجتمع حوله الأسرة المصرية.
وترصد «العاصمة» لكم نبذة عن طفولة مفيد فوزي ومعاناته فيها وعلاقته المميزة بعمله.
قالت الصحفية هانم الشربيني، مُعدة برنامج حديث المدينة للإعلامي الراحل مفيد فوزي، إنّ جملته الشهيرة والمعتادة "أنا لحم أكتافي من التليفزيون" وكان عمله هو أكثر شيء مُقدس في حياته.
طفولته
وأضافت الشربيني أنه كان من أبرز الحقائق عن مفيد فوزي، أن طفولته كانت مليئة بالصعاب، وكان يعيش في محافظة بني سويف وكان يعاني من قسوة الأب، حيث أن عقاب والده كان يصل إلى ربطه بحبل كطريقة للعقاب، ومن ناحية أخرى كانت والدته السيدة "مريم" هي الجانب الدافئ والحنان الطاغي في حياته.
وتابعت: عندما كان يتم حبسه في الغرفة كعقاب كان الراديو هي الوسيلة الوحيدة في حياته التي يستخدمها للترفيه عن نفسه وكان أكثر ما يحب أن يسمع في الراديو طه حسين والعقاد وكان الراديو هو من أعطى له الشغف.
وأضافت على حسب رواية الإعلامي الراحل في مذكراته أنه لم يكن تلميذ متفوق لكنه كان محبًا للغة العربية واللغة الإنجليزية وكانت علاقته بالصحافة المدرسية قوية جدًا.
أول مقال جريء لمفيد فوزي في حياته
وأضافت الشربيني، أن أول مقال يكتبه مفيد فوزي في حياته في الصحافة المدرسية كان اسمه "ليست هذه التربية يا لطيف أفندي" وكتب ذلك المقال لأن مدرس اللغة الفرنسية الخاص به كان يضربهم كثيرًا وكان رده الوحيد على ما يفعل المُدرس ولكي يظهر اعتراضه على ما يحدث أنه كتب ذلك المقال.
وكان ذلك أول مقال جريء لمفيد فوزي زادت شهرته في المدرسة بعدها.
مميزات مفيد فوزي في العمل
وتابعت الصحفية أن من مميزات مفيد فوزي أنه لم يكن يتدخل في عمل الإعداد مهما بلغ حجم الضيف ويعطي للعاملين معه قيمتهم، وكان من عادته أنه يقوم بعمل حوار خاص مع ضيوفه قبل الحوار على الهواء ولا يعتمد على المعلومات المتاحة على الإنترنت.
واستكملت: كان من عادة مفيد فوزي عند إجراء حواراته أن يحمل الورود ويسأله المُكرر "ستضع الورود على قبر من؟ وستُهدي من هذه الوردة؟" وكانت أسألته تتميز بالذكاء بطريقته المميزة.
وتابعت: الفكرة التي كانت منتشرة عن مفيد فوزي أنه مهاجم شرس على الشاشة لكنه في الحقيقة إنسان طبيعي وعادي وألطف بكثير بعيدًا عن الشاشة.
وأضافت أنه كان ما يميز مفيد فوزي أيضًا هو أسلوبه في كل لقاءاته كان يحمل أسلوب الجرأة وكان يجعل أسألته تثير التفكير عند الضيف فلم تكن مباشرة أو سهلة حتى لو بدت بسيطة.
علاقة مفيد فوزي بالتكنولوجيا
قالت هانم الشربيني أن مفيد فوزي كان مهتم بالتكنولوجيا كثيرًا ولآخر وقت في حياته كان يتفاعل على الفيسبوك وكان حريص على مواكبة تطورات عصره حيث أنه كتب فصل في مذكراته باسم "أنا والآيباد".