«رحلة البحث عن الإله».. الملحد في أعمال نجيب محفوظ بين الدين والفلسفة
كتب: عزة عبد الحميد
اتهم أنه الملحد الأعظم والمشجع على الإلحاد عن طريق ما يقدمه من أعمال فنيه وأفكاره التي يقوم ببثها على الجمهور بواسطة الشاشة، إنه العالمي وصاحب نوبل الراحل نجيب محفوظ.
يحل اليوم عيد ميلاد العالمي نجيب محفوظ 111، ومع تميز الرقم هذا العام، إلا أنه لا يستطع أحد إنكار تميز الكاتب ذاته وأنه لم يقم بدفن رأسه بالرمال كالنعام، بل حاول الوصول إلى أعماق المجتمع بنظرة متقدمة كبيرة، حتى حين قام بتجسيد دور الملحد بنظرة سابقة بعض الشيء.
نجيب محفوظ والإلحاد الفلسفي
قدم نور الشريف دور الشاب الملحد لأسباب فلسفية نتيجة البحث والاطّلاع عن الله وماهيته، في فيلم «بين القصرين»، وذلك بعد ما تعرض له بحياته مع والده المتسلط وما ألحق ذلك من حياة شبابية مختلفة عن أشقائه جعلته دائم البحث عن الله، حتى خرج عن الإيمان به لأسباب فلسفية.
حاول نجيب محفوظ بواسطة هذه الشخصية أن يمثل ذاته في الثلاثية حيث إنه سار ذات الرحلة مترجلًا في دراسته للفلسفة كما أعلن هو أكثر من مرة.
وشارك في فيلم «بين القصرين»، يحيى شاهين وهاله فاخر وعبد المنعم إبراهيم وآمال زايد ومن سيناريو وحوار يوسف جوهر وإخراج حسن الإمام.
نجيب محفوظ والإلحاد الفكري
«عارفين كل واحد هيقابل مين في نهاية الطريق هيقابل الشيطان؟ لا هيقابل شئ أفظع من كدا هيقابل نفسه»، قدم نجيب محفوظ في روايته التي تجولت فيما بعد إلى فيلم «الاختيار»، شخصية محمود الشاب الذي قرر أن يعيش طريد الأرصفة ومتسكع بالطرقات مجربصا لكل شئ وأي شئن لاهثُا وراء ملذاته، ليدرك أن الكون في النهاية لا حقيقة له وأن نهايته ستقع فقطط بين طائلة الإنسان وحده.
شارك في فيلم «الاختيار» كل من عزت العلايلي وسعاد حسني وهدى سلطان ومن سيناريو وحوار يوسف شاهين ومن إخراج يوسف شاهين.
نجيب محفوظ والإلحاد نتيجة الكبت الديني
ليستكمل الراحل نجيب محفوظ سلسلته عن أسباب الإلحاد، جاء فيلم «قلب الليل» عن رواية للراحل تحمل ذات الاسم، وقدمها للسينما نور الشريف ومحسنة توفيق وفريد شوقي وهاله صدقي ومن سنياريو وحوار محسن زايد وإخراج عاطف الطيب.
قدم نور الشريف بقلم نجيب محفوظ في هذا العمل، شخصية الملحد الذي كفر بكافة الأشياء نتيجة الكبت الديني الذي وضعه به جده الأكبر كي يصبح الشخصية التي يريدها، «متمرغًا في التراب لكني في الأصل هابطًا من السماء»، وقد اتهم بسبب مشهد النهاية الذي قيلت به هذه الجملة بـ«الكفر».