مجلس النواب الليبى: تكليف فريق دفاع عن أبو عجيلة مسعود فى قضية لوكربى
كتب: أميرة ناصر
كشف المتحدث باسم البرلمان الليبي اليوم الإثنين، عن تكليف فريق دفاع عن المتهم في تفجير لوكيربي بوعجيلة مسعود.
وأعلن المتحدث باسم البرلمان الليبي: "سنعمل على إقرار منع تسليم أي مواطن ليبي مستقبلا لأي جهة".
التحقيق فى تسليم بوعجيلة
وكان النائب العام الليبي بدأ التحقيق في واقعة تسليم المواطن الليبي المتهم بصنع القنبلة المستخدمة في تفجير لوكيربي إلي سلطات الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد أن أفادت وزارة العدل الأمريكية باحتجازها المتهم بتصنيع القنبلة، التي فجرت طائرة الركاب "بان أمريكان" في عام 1988 فوق قرية لوكيربي بأسكتلندا، وأسفر هذا الحادث عن مقتل 270 شخصا.
عادت قضية "تفجير لوكيربي" للساحة من جديد.
قرية لوكربي بأسكتلندا
وفي 1988، استيقظ العالم علي وقوع حادث إرهابي بشع بعد انفجار طائرة أمريكية أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي بأسكتلندا، ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية على الإطلاق داخل أراضي المملكة المتحدة، كما أنه ثاني أكثر الهجمات دموية ضد الأمريكيين بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وعقب إجراء تحقيق مشترك مدته ثلاث سنوات من قبل شرطة دامفريز وجالواي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تم إصدار أوامر بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين في نوفمبر 1991.
وفي عام 1999، قام الرئيس الليبي معمر القذافي بتسليم الرجلين للمحاكمة في كامب زايست، بهولندا بعد مفاوضات مطولة وعقوبات للأمم المتحدة.
الاستخبارات الليبية - المقرحي
وفي عام 2001، حكم على ضابط الاستخبارات الليبية عبدالباسط المقرحي، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بـ270 تهمة قتل تتصل بالتفجير، وفي أغسطس 2009، أفرجت عنه الحكومة الاسكتلندية لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا، وتوفي في مايو 2012، بعد أن كان الشخص الوحيد الذي تمت إدانته بالهجوم، وقد أكد باستمرار على براءته.
وقضى ضابط المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي سبع سنوات في سجن اسكتلندي بعد إدانته عام 2001، وتوفي في ليبيا عام 2012. ولطالما دفع المقرحي ببراءته.
ثم في عام 2003، تحمل القذافي مسؤولية تفجير لوكربي ودفع تعويضات لأسر الضحايا، على الرغم من أنه أصر على أنه لم يعطي الأمر بالهجوم.
تفجير لوكيربي
في يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1988 انفجرت الطائرة البوينج 747، التابعة لشركة بان أمريكان أثناء تحليقها فوق قرية لوكيربي، الواقعة في مدينة دمفريز وغالواي الاسكتلندية غربي انجلترا، وقد نجم عن الحادث مقتل 259 شخصًا هم جميع من كان على متن الطائرة و11 شخصًا من سكان القرية حيث وقعت.
وبعد تحقيقات ليست معلنة، وبعد تكهنات من وسائل الإعلام، تم تدوير المسؤلية بين دول مختلفة، يجمع بينها رابط العداء لأمريكا، وحركات تحرير تضعها أمريكا في خانة المنظمات الارهابية.
وبعد سنوات من التحقيق تنقلت الاتهامات شرقًا وغربًا وفق مصالح الطرف القوي الولايات المتحدة، وقد ألقيت المسؤولية أولًا على منظمة فلسطينية، ثم على سوريا وبعدها على إيران، وأخيرًا توصلت الاستنتاجات والتحقيقات إلى ليبيا.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، احتجاز المتهم بصناعة القنبلة (أبو عجيلة مسعود) التي فجرت الطائرة "بان أمريكان رقم 103" فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988.
وأكدت وزارة العدل الأمريكية أن المتهم سيمثل قريبا أمام القضاء.
ووفقا لوسائل الإعلام والوكالات، كانت ميليشيا مسلحة من مدينة مصراتة اختطفت المواطن الليبى أبوعجيلة مسعود، ويبدو أنها قامت بتسليمه بمعرفة حكومة الدبيبه إلى السلطات الأمريكية التي تتهمه بصنع القنبلة التي فجرت طائرة البان إم فوق قرية لوكربي.
بوعجيلة مسعود
بوعجيلة محمد مسعود، هو مسؤول مخابرات ليبي سابق، أدين بتهم لا علاقة لها بحادث "لوكربي"، لكن وُجهت إليه تهم في الولايات المتحدة بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، ويزعم المسؤولون الأمريكيون أنه ساعد في صنع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق بلدة لوكربي.
ووجهت الولايات المتحدة الاتهام لأبو عجيلة محمد مسعود قبل عامين على خلفية قضية لوكربي، وكان قد احتُجز سابقا في ليبيا لتورطه المفترض في هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلين
وعُرف مسعود بأنه صانع قنابل لصالح نظام معمر القذافي، ووفق لائحة الاتهام الأمريكية، قام بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت طائرة بان أمريكان.
القضاء الأمريكي
يشار إلي أن التحقيق في القضية عاد عام 2016 عندما علم القضاء الأمريكي بتوقيف مسعود بعد سقوط نظام القذافي وأنه قدم اعترافًا مفترضا لاستخبارات النظام الليبي الجديد عام 2012.
وبعد اندلاع الثورة في ليبيا 2011، قال السفير الليبى فى لندن محمود الناكوع "إن بلاده تحضر لكشف جميع الملفات المتعلقة بتفجير لوكربى، الذى أودى بحياة 270 شخصا".
وأوضح أن هذا الأمر يتطلب عاما كاملا حتى يتسنى للحكومة توفير جميع المعلومات المتعلقة بالقضية، مهما كانت طبيعتها.
وأضاف الناكوع، فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، فى الذكرى الـ 24 لسقوط الطائرة ومقتل ركابها فوق بلدة لوكربى فى أسكتلندا ـ "أنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق رسمى باستثناء أن تكشف ليبيا عن الملفات التى تملكها بشأن القضية"،مشيرا الى أن ذلك سيتم عندما تبسط الحكومة الأمن والاستقرار التام فى البلاد.