Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أوكرانيا كلمة السر.. خطة روسيا والصين لخلق نظام عالمي جديد

 كتب:  أحمد حسني
 
أوكرانيا كلمة السر.. خطة روسيا والصين لخلق نظام عالمي جديد
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

يعرف القاصي والداني مدى قوة الاقتصاد الصيني وأيضا الروسي الذي لم تنهكه الحرب في أوكرانيا بعد، فروسيا شبه قارة وبها من الكنوز والقوة الاقتصادية والعسكرية الكثير.

كما تعي بلدان العالم قوة ومتانة الاقتصاد الصيني، والقوة العسكرية الجبارة التي تبدو عليها بكين، فالاحتياطي النقدي في الصين وصل إلى 3 ترليون دولار، وهو ما يعتبر أكبر من الاحتياطي النقدي في أمريكا ذاتها.

أوكرانيا ومقبرة أوروبا

ومع أن الحرب دائمًا ما تتسبب في خسائر بشرية وعسكرية ومادية إلا أن روسيا استفادت من تلك الحرب أكثر مما خسرت، والعالم كله يشهد بذلك.

في الوقت الذي ظن في الغرب أنه قادر على روسيا، حتى أنه قدم أوكرانيا وقودًا لتلك المعركة، وهو ما انتهزته روسيا لتجعل هذه المعركة مقبرة لأوروبا باتحادها، وأيضًا البئر السحيق الذي تستنزف فيه أموال وأسلحة أمريكا.

تركت روسيا حبل المعركة ممتد حتى يلتف بالكامل على رقبة الاتحاد الأوروبي الذي دعم وما زال يدعم أوكرانيا بكل السبل، من أموال مواطنيه من دافعي الضرائب.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا.. فخ روسيا الذي نصبته لأمريكا والغرب

انتظرت روسيا فترة طويلة حتى تسيطر بشكل كامل على مجريات اللعبة، فمن جهة أحاطت بالعاصمة الأوكرانية من كل جانب، وعلى الجانب الآخر، وطدت علاقتها بتركيا العضو الأساسي في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، حتى تتأكد من عدم انضمام أوكرانيا والسويد وفنلندا للحلف، ومن ناحية أخرى فتحت أسواقًا عديدة وجديدة للنفط الروسي بمساعدة الهند، حتى أنها أمدت الدول الغربية وكبريات الشركات الأوروبية بالغاز الطبيعي عن طريق طرف ثالث (الهند)، وهو ما يعني اختراقها لتلك الدول، وفكاكها من العقوبات المفروضة على النفط الروسي، وهو ما أشار إليه تقرير لصحيفة ديلي تليجراف بأن الهند أصبحت البوابة الخلفية للواردات الروسية من النفط إلى المملكة المتحدة، بشكل أضعف جهود البلاد في تقييد تمويل موسكو بسبب عملية الغزو لأوكرانيا.

للمزيد اقرأ ايضًا: رغم العقوبات.. شركات البريطانية تشتري النفط الروسي عن طريق وسيط

خسائر ضخمة

ووفق تقديرات مصلحة الإحصاء الأوروبي «يوروستات» فإن حجم الخسائر المقدرة التي من المقرر أن يمنى بها الاقتصاد الأوروبي تترواح بين 895 مليار دولار إلى 1.79 ترليون دولار، بالإضافة إلى 600 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا.

ويرى وزير الطاقة اليوناني الأسبق بانايوتيس لافازانيس أن الاتحاد الأوروبي يعاني من إفقار وفقر غير مسبوقين، وهو ما لم يعرفه منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أوروبا تسرع من عملية تدمير نفسها بنفسها بشكل كبير.

المركزي الروسي يتدخل

لم تكتف روسيا بذلك، لكنها أيضًا مدت أيديها إلى دول العالم الأخرى، فيما يشبه «دول عدم الانحياز» التي أسستها مصر بالتعاون مع يوغوسلافيا، وقدمت لهم وليمة كبيرة عن طريق اعتماد عملات تلك الدول في البنك المركزي الروسي، وهو ما يعني تقليل حجم الانفاق الدولاري في السلع المباعة والمشتراة من الجانب الروسي، وينقص هذه الخطوة أيضًا اعتماد البنك المركزي الصيني هذه العملات في سلة العملات المعمول بها في الصين.

اقرأ أيضًا: بعد إدراج المركزي الروسي للجنيه المصري.. عرش الدولار الأمريكي يهتز

يعلم خبراء الاقتصاد مدى تأثير مثل هذه الخطوة على عرش الدولار الذي أصبح منذ ما يقرب من قرن هو العملة الأساسية للأسواق الاقتصادية في العالم أجمع.

وتقصد روسيا بهذه الخطوة جعل الاقتصاد العالمي أكثر ديناميكية من ذي قبل، وأن تحلحل هذه الخطوة الأزمات المتفاقمة بسبب تحكم الولايات المتحدة بالاقتصاد العالمي، الذي بات يشهد ركودًا ضخمًا على إثر رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة أكثر من مرة خلال العام الماضي، مما أثر على دول العالم أجمع بالسلب، والتي اضطرت لرفع معدلات الفائدة لتواكب ما يفعله الفيدرالي الأمريكي.

المعركة الأمريكية

تقود أمريكا معركة اقتصادية عالمية صخمة أثرت على كل قطاعات الإنتاج في العالم، كل ذلك في محاولة لتركيع الدب الروسي والسيطرة على الأسواق التي احتلتها الصين في الآونة الأخيرة.

أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكثر من حديث إلى ضرورة خلق نظام عالمي جديد، ففي كلمته التي ألقاها في أغسطس من العام الماضي، أعلن أن الطريق نحو عالم متعدد الأقطاب سيتصدر أجندة أعمال المنتدى الاقتصادي الشرقي في روسيا هذا العام، مشيرا إلى أن النظام أحادي القطب في العالم يجري استبداله.

تعمل روسيا وفق ضوابط وأطر حددتها في الأغلب قبل بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وبمعاونة الصين في هذا الأمر، تنضم إيران إليهما ليشكلا ثالوث المواجهة المباشرة مع الغرب وأمريكا، فيما تظل كوريا الشمالية في على أهبة الاستعداد للمواجهة المرتقبة.

لا شك أن خطوة اعتماد أسعار صرف أكثر مرونة وتعاونًا من قبل المركزي الر وسي، شكلت انفراجة جديدة للأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تشكل خطرًا على العالم برمته، والتي تحاصر شعوب العالم أجمع.

عالم تؤججه الصراعات

بات العالم على وشك الانفجار، وتحاول أمريكا إشعال كل الأزمات في وقت واحد، لتنشغل دول العالم بالصراعات الحدودية، بينما تتفرغ هي لالتهام الفريسة، وحدها دون منازع.

تريد أمريكا للصين أن تنشغل بتايوان، على غرار ما يحدث في روسيا التي أصبحت منشغلة بأوكرانيا، وأن يصبح كل هم كوريا الشمالية، التخلص من جارتها الجنوبية، مما يجعل أقطاب العالم المغايرة للولايات المتحدة منهمكة في صراعات داخلية وحدودية لا نهائية.

تنجح الولايات المتحدة دومًا في إدارة مثل هذه الصراعات باحترافية شديدة، لكن الرهان في هذه المرة أن تكون تلك الدول استوعبت دروس الماضي، وأن تكون أكثر نضجًا من ذي قبل، وهو ما يبدو في تلك الفترة. فالتعاون الصيني الروسي يشهد زخمًا كبيرًا في تلك الفترة، سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، إلى جانب أن العلاقات الروسية مع إيران شهدت تطورًا ملحوظًا حتى أن الدول الغربية وأمريكا، تتهم إيران مرارًا وتكرارًا بمساعدة روسيا بمسيرات في حربها مع أوكرانيا على الرغم من نفي طهران للأمر.