«سيمور هيرش» يكشف أسباب تفجير أمريكا خطوط الغاز الروسية «نورد ستريم»

لا تزال أصداء فضيحة خطوط الغاز الروسية نورد ستريم تلقي بظلالها على مشهد الحرب الروسية الأوكرانية، بعد التحقيق الاستقصائي الذي أجراه الصحفي الأمريكي الحائز على جائزة بوليتزر سيمور هيرش الذي أكد فيه أن بلاده هي التي خططت ونفذت تفجيرات خطوط الغاز الروسية التي تمد أوروبا بالغاز. 

وفي التحقيق الذي نشره هيرش أكد أن السبب الرئيسي وراء تفجيرات أنابيب الغاز الروسية نورد ستريم هو قلق أمريكا من إحجام ألمانيا عن دعم أوكرانيا بالأموال والأسلحة في مواجهتها مع الجيش الروسي، بسبب تخوفها من معاداة موسكو وهي التي تتحصل على الغاز الروسي بأقل الأسعار.

ويبدو أن خطة أمريكا قد نجحت بشكل كبير خصوصًا بعد إعلان ألمانيا الأخير بدعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2.

ويقول سيمور هيرش: «طالما ظلت أوروبا تعتمد على خطوط الأنابيب الروسية في الحصول على الغاز الطبيعي الرخيص، فهذا يُقلق واشنطن من أن تحجم دول مثل ألمانيا عن تزويد أوكرانيا بالأموال والأسلحة لهزيمة روسيا في الحرب».
وتابع هيرش: «إلى جانب المكاسب المالية الضخمة التي كانت تجنيها روسيا من خط الأنابيب (نوردستريم) والتي تقدَّر بمليارات الدولارات من عائدات بيع الغاز، كانت تخشى الولايات المتحدة أيضًا من أن يعطي خط (نورد ستريم) لروسيا نفوذًا سياسيًا على ألمانيا وأوروبا الغربية».

وأضاف: «سمح جو بايدن لمستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بجمع مجموعة من الوكالات الاستخباراتية، من أجل التوصل إلى خطة محددة تُنهي هذه الأزمة التي ستتحول لكارثة بالنسبة للأمريكان، وكانت جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».

وأكد أنه: «في ديسمبر من عام 2021، وقبل شهرين من دخول الدفعة الأولى من الدبابات الروسية إلى أوكرانيا، عقد جيك سوليفان اجتماعًا لفريق عمل تم تشكيله حديثًا، يضم رجالًا ونساء من هيئة الأركان المشتركة ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة».

وقال سيمور هيرش: «قرار جو بايدن بتخريب خطوط الأنابيب الروسية جاء بعد أكثر من 9 أشهر من الجدل السري للغاية -ذهابًا وإيابًا- داخل مجتمع الأمن القومي في واشنطن، حول أفضل السبل لتحقيق هذا الهدف، وكيفية إنجازها دون ترك دليل يوضح المسئول عن التنفيذ».

ويشير هيرش إلى أنه منذ الأيام الأولى لإنشاء خطوط الغاز الروسي «نورد ستريم» اعتبرت واشنطن وشركاؤها في حلف الناتو أن خط الغاز يمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية، ومن ثم بدأ التخطيط لتعقب شركة «نورد ستريم إيهجي» التي تأسست في سويسرا، عام 2005.