Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

«أوردر لحمة» وشياطين الإنس.. كيف دفع العامل حياته بـ 100 جنيه ؟

 كتب:  رجب يونس
 
«أوردر لحمة»  وشياطين الإنس.. كيف دفع العامل حياته بـ 100 جنيه ؟
الضحية
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

وجبة شاورما ساخنة كانت نهاية مطاف الشاب الأربعيني محمد إبراهيم، عامل الدليفري، بعدما طلب منه أحد الأشخاص إحضارها له في قرية تابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية.

حينما وصل الشاب إلى العنوان تفاجأ بشابين تعدوا عليه بالضرب وذبحه بسلاح أبيض «مطواه» ليسقط الشاب على الأرض غارقاً في دمائه وتخلصوا من جثته بدفنها في إحدى المناطق النائية حتى لا يفتضح أمرهما ولاذا بالفرار.. التفاصيل الكاملة نسردها لكم خلال السطور التالية. 


كعادته كل صباح خرج صاحب الأربعين عامًا متوجها إلى محل عمله في إحد محلات اللحوم والوجبات السورية، من أجل الحصول على قوت يومه والإنفاق على أسرته البسيطة مفضلا العيش بالحلال.

ومع مرور الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضى رن هاتف المحل لاستقبال أوردر  «الوو.. لو سمحت عايزين أوردر لحوم.. تمام يا فندم هيتم تجهيزه حالا».

ترك المتصل العنوان مكان الطلب والذي كانت قيمة توصيله 60 جنيها، لم تمر سوى لحظات قليلة وخرج محمد بالأوردر المطلوب ولكن مع وصوله إلى العنوان لم يجد أحد في انتظاره فهاتف صاحب الاوردر فأخبره أنه غير متواجد حاليا في هذا العنوان فطلب منه توصيله له في عنوان آخر يبعد 5 كيلو متر عن المكان المتفق عليه مقابل دفاع زيادة توصيل مقابل 100 جنيه بدلا من 60 فهاتف عامل الدليفري صاحب المحل وأخبره بتغيير العنوان.


استقل محمد دراجته البخارية متوجها إلى العنوان الجديد لتوصيل طلب الاوردر إلى أصحابه والحصول على مقابل التوصيل، وعقب وصوله تفاجأ بشابين أصحاب الطلب يعتدون عليه بالضرب ومحاولتهما سرقة دراجته البخارية ومتعلقاته الشخصية فضلاً عن سرقة الأوردر، حينها شعر محمد أنه وقع فريسة لشيطانين أرادوا سرقة أموال ودراجته البخارية التي لم يمتلك سوها للعمل عليها ومساعدته في العمل والإنفاق على أسرته البسيطة التي طالما انتظروه مع مغيب الشمس على لهيب وشوق محضرا معه طعام صغاره وزوجته التي كانت دائما مثابرة راضية بتلك المعيشة من أجل حبها لزوجها وتربية أبنائها الصغار.


تلك هي المشاهد التي حضرت في ذاكرة المجني عليه عندما حاول المتهم سرقة قوت يومه، فقرر مقاومتهما ومنعهما من سرقته فتعدى عليه أحدهما بحجر على الرأس، ولكن ظل المجني عليه يقاومهم من أجل الدفاع عن دراجته التي لم يمتلك غيرها، فلحقه أحدهما بطعنة نافذة في الرقبة اسكتت أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة بنظارات الحزن والانكسار معلنا المشهد الأخيرة في حياته.


لم يكتفِ الشابان بتلك الجريمة البشعة التي ارتكبوها في حق الإنسانية، حتى قاما بإلقاء الجثة في أحد المناطق النائية حتى لا يفتضح أمرهما، ومن ثم استقلوا الدراجة البخارية الخاصة المجني عليه وخلال  سيرهما بها تعطلة فألقوها في أحد المصارف الزراعية " ترعة"، ولاذوا بالفرار.


تمر ساعات تلو الآخرة ولم يعد الشاب إلى عمله مرة أخرى فهاتفه صاحب المحل ولكن تلفونه مغلق حتى ظن أنه عاد إلى منزله مكتفياً بالفلوس التي تحصل عليها نتيجة الطلب.

وبعد أن حل الظلام وأقبل الليل لم يعد الشاب إلى منزله مما دفع أسرته السؤال عنه في مكان العمل، ولكن كانت المفاجأة عندما أخبرهم صاحب المطعم أنه خرج لتوصيل طلب ولم يعد مرة أخرى ظنا أنه ذهب إلى المنزل، مما أثار الشكوك حول اختفائه فتم إبلاغ الشرطة في اليوم التالي من الاختفاء وبدأت عمليات البحث وسؤال صاحب العمل عن آخر ما دار بينهما قبل الاختفاء.


وعلى الفور شُكل فريق بحث من واحد مباحث مركزة شرطة زفتى بالاشتراك مع  قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي وأسفرت جهودهم إلى العثور على المجني عليه جثة هامدة وبه آثار طعنه بمنطقة الرقبه وجروح متفرقة بالرأس.

وبعمل التحريات وجمع المعلومات تمكنوا من تحديد هوية الجناة وتبين انهما شخصان -  ليس لهم معلومات جنائية مقيمان بدائرة مركز شرطة زفتى،  وتم ضبطهم واعترفوا بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن الجثة المجني عليه عقب الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة.