رئيس الوزراء: تكلفة حزمة الحماية الاجتماعية الأخيرة 190 مليار جنيه
كتب: موناليزا محمد
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا، بحضور عدد من المستثمرين وممثلي مجموعة من الشركات الاستثمارية العاملة في مصر، عقب اجتماع مجلس الوزراء بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، موضحا أن تكلفة حزمة الحماية الاجتماعة التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، تبلغ 190 مليار جنيه.
وفي مستهل حديثه، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن ترحيبه بعقد هذا المؤتمر الصحفي بحضور عدد من ممثلي كبرى شركات الاستثمار، موجها الشكر إليهم لحرصهم على التواجد اليوم، من أجل استعراض الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية لحل مشكلات المستثمرين وتعزيز بيئة الاستثمار، وكذا توضيح الخطوات التي تتخذها الدولة خلال الفترة الحالية في سبيل دفع وتشجيع الاستثمار في مصر.
وقبل الحديث عن الإجراءات، سرد الدكتور مصطفى مدبولي عددًا من القرارات المهمة التي اتخذها مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الجانب الأكبر من اجتماع المجلس اليوم كان مُخصصًا لعرض مشروعات القوانين والقرارات التي من شأنها تفعيل حزمة الحماية الاجتماعية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع المنقضي، أثناء زيارته لمحافظة المنيا، لتفقد عدد من المشروعات التنموية بالمحافظة.
وأضاف رئيس الوزراء، أنه بناءً على قرارات رئيس الجمهورية، ناقش مجلس الوزراء بالتفصيل اليوم، جميع القوانين التي سيتم من خلالها تفعيل تلك الحزمة الكبيرة فيما يخص تعديل وزيادة المرتبات والعلاوات، لتبدأ اعتبارا من أول أبريل المقبل، على أن تكون تلك الحزمة بقيمة 1000 جنيه لكل موظف من العاملين بالجهاز الإدارية للدولة، بالإضافة إلى رفع الحد الأدنى للأجور للدرجة السادسة لتصبح 3500 جنيه، و5000 جنيه للدرجة الخامسة، كما تم رفع الحد الأدنى لحاملي الماجستير والدكتوراة، وزيادة المعاشات بنسبة 15%، وزيادة القيمة المالية لبرنامج «تكافل وكرامة» بنسبة 25%.
ولفت رئيس الوزراء، إلى أن هذه الحزمة تكلف الدولة 150 مليار جنيه خلال السنة المالية التي ستبدأ من يوليو، لكن نظرًا لأنه سيتم تفعيل الحزمة بدءًا من أول أبريل المُقبل، فستتم إضافة مبالغ 3 أشهر إضافية، التي تصل إلى نحو 40 مليارا، ليكون بذلك إجمالي تلك الحزمة 190 مليار جنيه، تضعها الدولة بهدف الانحياز إلى المواطن، وضمان زيادة دخول المواطنين وأصحاب المعاشات، وكذا زيادة معاش «تكافل وكرامة».
وعرض مدبولي، تفاصيل التكلفة السنوية لحزمة الحماية الاجتماعية البالغة 150 مليار جنيه، إذ أشار إلى أن 95 مليار جنيه من إجمالي المبلغ، مُخصص لزيادة الحد الأدنى للأجور وقيمة معاش «تكافل وكرامة»، والـ55 مليار جنيه المتبقية ستكون مُخصصة لزيادة المعاشات.
وتوقف رئيس الوزراء، عند نقطة مهمة في هذا الصدد، حيث أشار إلى أن الدولة المصرية تتحمل، منذ بداية اندلاع الأزمة العالمية التي لا تزال مستمرة، جزءًا كبيرًا من العبء الناتج عن ارتفاع أسعار السلع والمواد الخام الأساسية، وخاصة القمح والسلع التموينية، والمواد البترولية التي ما زلنا ندعم جزءًا كبيرًا جدًا منها، ولا سيّما السولار وأنابيب البوتاجاز.
واستمرارا لتوضيح هذه النقطة، نوّه رئيس الوزراء إلى أن هناك أرقاما محددة في الموازنة، سواء لدعم السلع التموينية والخبز، أو للمواد البترولية، مشيرا إلى أنه في هذا العام ونتيجة للارتفاعات الكبيرة سيكون هناك عبء إضافيّ للسلع التموينية والخبز يصل إلى 54 مليار جنيه تتحملها الدولة المصرية، كما سيكون هناك عبء إضافي للمواد البترولية، وتحديدا السولار والبوتاجاز سيصل إلى ما يقرب من 45 مليار جنيه؛ أي إجمالي نحو 100 مليار جنيه، تتحملها الدولة المصرية عن المواطن.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: كل هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص الشديد على ملف الحماية الاجتماعية، ومساندة المواطن المصري في هذه الظروف الصعبة، وذلك وفقا لتوجيهات السيد الرئيس في هذا الشأن.
وأضاف رئيس الوزراء، أن الأمر لا يعني مجرد حزمة بقيمة 190 مليار جنيه، لكن الأمر الجدير بذكره هو هذا العبء الإضافي؛ حيث تم إضافة مبالغ إضافية لما كان مخططا له؛ فمثلا فيما يخص دعم السلع التموينية ( الخبز تحديدا) كان المخصص له من الدعم 97 مليارا، سنضيف إليها 54 مليار جنيه أخرى.
وأكد أن الدولة تسعى بقدر الإمكان لأن تساند المواطن المصري في مثل هذه الظروف الصعبة، كما أن الحكومة تدرك جيدا حجم الأزمة وهذه الظروف، وتتابع نبض الشارع المصري، وتدرك حجم ما يتحمله من أعباء، لكنها بقدر الإمكانات المتاحة لديها تعمل على تقليل حدة الأزمة في هذه المرحلة الدقيقة التي نأمل أن تنتهي في أسرع وقت ممكن.