بخبرين عن «ميري» و«البلشي».. كيف ضربت «المصري اليوم» نموذجًا في المهنية الصحفية؟
كتب: عرفة محمد أحمد
وسط الحديث المتصاعد عن غياب الحياد والمهنية وعدم إفراد مساحاتٍ متساويةٍ في الوسائل الإعلامية المختلفة للمرشحين في انتخابات التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين»، ضربت جريدة «المصري اليوم» نموذجًا في المهنية الصحفية في تغطيتها لزيارة خالد ميري، رئيس تحرير «الأخبار»، وخالد البلشي، وكيل النقابة الأسبق، أبرز مرشحين في السباق على منصب نقيب الصحفيين.
ماذا فعلت صحيفة «المصري اليوم»؟
وخصصت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي، مساحةً متساويةً «صحفيًا» لزيارة «ميري» و«البلشي» لمقرها في إطار جولات المرشحين البارزين لمنصب نقيب الصحفيين.
وجاء خبر الزيارة عن «ميري» و«البلشي» متساويًا تقريبًا في عدد الكلمات، ومتطابقًا تمامًا في الإخراج الصحفي والمساحة المخصصة له والعناوين والتعليق على الصورة ومكان نشره في الصفحة الثانية التي تحمل عنوان: «قضايا ساخنة».
إجراء مهني يجب أن يُدرس في كليات وأقسام الإعلام
عن هذا الأمر، يقول الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام بكلية الآداب بـ«جامعة سوهاج»، إنَّ ما فعلته صحيفة «المصري اليوم» في تغطيتها لزيارة «ميري» و«البلشي» سلوكٌ مهنيٌ يستحق أن يُدرس في كليات وأقسام الإعلام، ويستحق أيضًا أن يُناقش في البرامج الحوارية؛ مؤكدًا أنَّ هذا الأمر مثال وقدوة على ما يسمى معيار «التوازن والعدالة» في عرض وجهات النظر والبرامج بين المرشحين في انتخابات نقابة الصحفيين.
وأضاف «حارص» في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«العاصمة»، أنَّ السلوك الذي اتبعته جريدة «المصري اليوم» من أهم العوامل التي تدل على «مهنية الصحافة»، فضلًا عن أنه من أفضل المعايير التي يُمكن على أساسها تقييم وسيلة الإعلام، لأنه يعطي فرصةً متساويةً لكل المتنافسين.
وتمنى أستاذ الإعلام بـ«جامعة سوهاج» أن ينتقل هذا السلوك المهني إلى البرامج التليفزيونية، خاصةً «البرامج الحوارية»، منتقدًا ما يفعله بعض المذيعين في التحيز لأحد المرشحين في أي سباقٍ انتخابي.
العدالة في تغطية زيارة «ميري» و«البلشي»
وتابع: «ما فعلته المصري اليوم علامةٌ مضيئةٌ في تاريخ الصحافة، وينبغى أن يحظى بتسليط الضوء من كل وسائل الإعلام، لأن هذا الأمر ليس فقط سلوكًا مهنيًا، ولكن أخلاقي أيضًا».
وحذر أستاذ الإعلام إلى أنَّ ما تفعله بعض وسائل الإعلام من ممارساتٍ غير مهنيةٍ ينعكس على الممارسات المجتمعية والممارسات الخاصة في نقاشات المواطنين، وفي المؤسسات التعليمية.
وأشار إلى أنَّ العدالة في تغطية زيارة «ميري» و«البلشي»، لفتةٌ طيبةٌ من «المصري اليوم»، الذي استغلت انتخابات نقابة الصحفيين لما تحظى به من زخم إعلامي في ترسيح مبدأ الممارسة المهنية الصحفية في تغطية الانتخابات، متمنيًا أن ينتقل هذا السلوك المهنى إلى تغطية انتخابات النقابات المهنية الأخرى، ثم الانتخابات البرلمانية وغيرها من السباقات والمنافسات.
وكشف «حارص» عن أنه - للأسف الشديد - لا توجد مهنية صحفية وإعلامية كافية في تغطية السباقات الانتخابية في دول العالم الثالث، مُرجعًا هذا الأمر إلى حضور «العامل السياسي» في تغطية أخبار المرشحين؛ ضاربا المثل بـ«مرشح السلطة» الذي يحظى دائمًا بالأضواء الصحفية والإعلامية على حساب المرشحين الآخرين.
الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام بـ«جامعة سوهاج»
المرشحون في انتخابات نقابة الصحفيين
وتستعد نقابة الصحفيين لانتخابات التجديد النصفي يوم الجمعة المقبل، 17 مارس.
ويتنافس في انتخابات نقابة الصحفيين ١١مرشحًا على منصب نقيب الصحفيين و٤٠ مرشحا على عضوية مجلس نقابة الصحفيين.
تأجيل الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين
النيابة الإدارية تُشرف على انتخابات الصحفيين
وسابقا، أعلن ضياء رشوان نقيب الصحفيين ورئيس اللجنة المشرفة على إجراء الانتخابات المقبلة، أنه تلقى موافقة المستشار عدلي زايد، رئيس هيئة النيابة الإدارية، على قيام قضاة الهيئة بالإشراف الكامل على إدارة هذه الانتخابات.
وأضاف «النقيب» أنَّ هذه الموافقة جاءت ردا على طلب مجلس النقابة وموافقته بالإجماع على مخاطبة رئيس هيئة النيابة الإدارية لقيام الهيئة بهذا الإشراف القضائي الكامل.
انتخابات نقابة الصحفيين
وانتخابات التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين» هي انتخابات دورية تُنظَّم كل عامين، على أن ينعقد مجلس النقابة قبل الموعد المحدد للانتخابات للإعلان عن فتح باب الترشح وقبول أوراق المرشحين الجدد قبل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يوماً على الأقل.
