يوم التروية.. سر تسميته وأحكامه وأعمال الحجاج به
كتب: سماح غنيم
يحل اليوم الإثنين، الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1444 هجريا، يوم التروية، وقد كثرت الأسئلة عبر محرك البحث جوجل، بشأن هذا اليوم العظيم، وسر تسميته بهذا الاسم، وبعض الأحكام المتعلقة بمناسك الحج به، والأعمال التي التي يقوم بها الحجاج خلاله.
سر تسمية يوم التروية:
قالت دار الإفتاء المصرية، إن اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، العلماء ذكروا في تسميته بهذا الاسم سببين:
- الأول.. أن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام، مستشهدة بما رواه العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية": [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى].
- الثاني.. لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل، فقد قال الإمام العيني في "البناية شرح الهداية": [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى ليلة الثامن كأن قائلًا يقول له: إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلما أصبح تروى، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا، أم من الشيطان؟ فمن ذلك سمي يوم التروية".
وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن يوم التروية سمي بهذا الاسم، لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في منى ويُرِيحون فيه دوابهم وهَديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة، استعدادًا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق.
أعمال الحجاج في يوم التروية:
- ينطلق الحجاج إلى منى.
- يحرم المتمتع بالحج أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما.
- يبيتون بمنى اتباعا للسنة ويصلون فيها خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا فجر يوم عرفة.
- من انتهى من العمرة وجلس في مكة حتى يلبي بالحج يوم التروية فعليه هدى فمن الممكن أن يذبح في هذه الأيام أو أن يذبح بعد أيام التشريق.
- بعد أن ينتهي الحاج من عمرته ويتحلل منها يغتسل ويصلى ركعتين ويقول لبيك اللهم بحجة يشترط أن لا يقول لبيك اللهم بحجة إلا بعد أن يرتدي ملابس الإحرام.
- بعد ذلك يذهب الحجاج إلى منى إلى أن يصلون بها الظهر ثم يذهبون إلى عرفات ولكن البعض الآخر يذهب إلى عرفات ويبيتون بها حتى لا يتزاحمون، فالمبيت بمنى سُنة ومن تركه فلا شيء عليه.
- يُسَنُّ للحاج ولا يجب أن يذهب في يوم التروية إلى منى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط ودون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا.
- إذا ذهب الحاج إلى عرفة من يوم الثامن خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبًّا، بل وتركه لعذر.
- إذا جاء يوم التروية فأول ما يقوم به الحاج هو الإحرام إذا كان متمتعًا فيحرم بالحج من المكان، الذي هو فيه ولا يشترط الإحرام من المسجد الحرام، أما بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات.
- يُستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية في أثناء فترة إقامته في منى.
- يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرًا دون جمع، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهًا إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
أحكام يوم التروية:
- المبيت في منى سُنة وليس واجبا؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، لأن «منى» منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة.
- المقرن إذا طاف وسعى بالبيت فيجوز له أن يؤديهما بنية الحج والعمرة فليس له سعي بالحج مرة أخرى، ثم بعد ذلك يذهب الحاج إلى منى أو لا يذهب فهي سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- المبيت بمنى ليس شرطًا في الحج، كما يجوز للحاج أن يذهب إلى عرفات مباشرة.
- الذهاب إلى منى يوم الثامن من ذي الحجة- يوم التروية- للمبيت بها والتوجه منها إلى عرفات يوم التاسع، ليس واجبًا من واجبات الحج بخلاف الذهاب إليها بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة فهو واجب.
اقرأ أيضا:
