خطة إسرائيل لبناء الهيكل الثالث في الأقصى.. حرق 5 بقرات حمراء
كتب: سماح غنيم
خطة إسرائيل لبناء الهيكل الثالث في الأقصى، كشف عنها تقرير مصور لقناة 12 الإسرائيلية، مؤكدًا وجود تنسيق وتعاون بين الوزارات الحكومية بدولة الاحتلال لرصد ميزانية لتنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف، عن طريق 5 بقرات حمراء.. فما القصة؟
نستعرض خلال السطور التالية خطة إسرائيل لبناء الهيكل الثالث في الأقصى، وما جاء بتقرير قناة 12 الإسرائيلية:
حرق البقرات:
مؤيدو تحقيق الرؤية لبناء "الهيكل" المزعوم يعلقون آمالهم على "5 بقرات حمراء" اختيرت بعناية حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية.
جلبت البقرات على متن طائرة من ولاية تكساس الأمريكية، ووزارة حكومية إسرائيلية رصدت ميزانية لاستيراد البقرات الخمس وتربيتها.
تقضي التعاليم التوراتية حرق البقر الحمراء على جبل الزيتون ونثر رمادها قبالة الأقصى قبل بدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" والتجهيز لصعود ملايين اليهود إلى جبل الهيكل (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى).
الهيكل الثالث:
حسب المراقبين يتوجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف الديني والمعتقدات التوراتية لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم مكان قبة الصخرة.
وفي هذا الشأن، تتوافق الأحزاب اليهودية المشاركة بالائتلاف الحكومي، على ضرورة تنفيذ فكر بناء "الهيكل"، لذلك رصدت ميزانيات خاصة بتجهيزات بناءه.
يذكر أن المعتقد الديني التوراتي للتيار الحريدي، يحظر على اليهود الصعود إلى جبل الهيكل (اقتحام الأقصى)، حتى تحقيق شرط نزول "المسيح المنقذ" ليأذَن لليهود بذلك بعد تحقيق شرط "الطهارة" من "النجاسة الكبرى".
وتتطلب الطهارة، وفق معتقد اليهود، ذبح بقرات حمراء وحرقها قبالة المسجد الأقصى، وخلط بعضها بالمياه ليتطهر اليهود، ثم نثر ما تبقى من رمادها قبالة الأقصى.
وحرق البقرات يتناقض مع معتقدات تيار الصهيونية الدينية الجديد الذي يعتبر شريكا أساسيا في الحكومة الحالية.
خطة بناء الهيكل الثالث مكان مسجد قبة الصخرة:
تتطلع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، لبناء الهيكل الثالث في ساحات الحرم مكان قبة الصخرة، انطلاقا من إيمانه بمعتقدات وفكر الصهيونية الدينية المتجددة بشأن "الخلاص للشعب اليهودي"، واستعدادا لتقسيم ساحات الحرم القدسي الشريف مع المسلمين، حتى يتمكن اليهود من فرض كامل السيادة الدينية على الأقصى.
المؤسسة الإسرائيلية بمختلف أذرعها، تسعى إلى تحقيق أسطورة بناء "الهيكل الثالث"، وحكومة نتنياهو بات لديها اعتقاد كبير بأن الفرصة مواتية لتحقيق نظرية "المخلص" وفق الفكر الصهيوني الديني المتجدد، لتحل هذه النظرية محل المعتقد التوراتي "نزول المسيح المنقذ" الذي يؤمن به التيار الحريدي.
وبالرغم من أن تيار الصهيونية الدينية الجديدة يدعو إلى عدم انتظار نزول "المسيح المنقذ" لبناء "الهيكل الثالث"، لا يزال التيار الحريدي يحظر اقتحام المسجد الأقصى (الصعود إلى جبل الهيكل) ويطالب بانتظار نزول "المسيح المنقذ" لتخليص الشعب اليهودي، وليأذن لهم ببناء الهيكل الثالث.
كما تتفق جميع أحزاب الائتلاف الحكومي، ومنها حزب الليكود، فيما بينها على ضرورة مواصلة التحضيرات والتجهيزات لبناء الهيكل، وتجهيز لباس الكهنة، وتربية البقر الحمراء، وتعزيز مكانة الحاخام الأكبر، بينما أصبحت فكرة "الهيكل المزعوم" متجذرة لدى شرائح واسعة من تيار العلمانيين والليبراليين الإسرائيليين، وكذلك بين أوساط "اليسار الصهيوني اليهودي".
ويبقى السؤال: هل تستطيع حكومة نتنياهو بناء الهيكل في ساحات الحرم القدسي الشريف بالوقت الراهن؟ وهل يمكنها حسم حرب دينية مع العالمين العربي والإسلامي؟
اقرأ أيضا: