طفولة مع إيقاف التنفيذ.. حكايات الألم والحسرة لـ «الأطفال الفلسطينيين» تحت نيران القصف
كتب: متابعات
قصص تضمر القلوب حسرة.. كلمات لأطفال كتبت عليهم الحياة المعيشة الضنكة.. نيران الاحتلال تحاصرهم من كل اتجاه.. صور تقشعر لها الأبدان فور رؤيتنا لها والبعض يغلق الصفحات لعجزهم عن استكمال المشهد المأساوي.
«أنقذت السمكة».. حينما تغلبت الطفولة الفلسطينية على نيران الاحتلال
حوض سمك وعصفوران.. هما هدية من والديّ لي، في ذكرى عيد ميلادي الماضي، تجلس الطفلة أمامهم محاولة غرث الحب بداخلهم وكسر حدة الخوف منها.. فرحة عارمة للطفلة حينما شعرت بصداقة السمكة والعصفوران لها.
الأسماك والعصافير
كغيرها من الأطفال الذين يعشقون الجلوس لساعات طويلة أمام الأسماك والعصافير، إلا أن نيران جيش الاحتلال كان سببًا في حزنها الشديد على العصافير الذين دفنوا تحت أنقاض منزلها.
بطولة فريدة عاشتها الطفلة بمفردها مع كواليس انهيار منزلها على أسرتها الصغيرة المكونة من الأب والأم وشقيقها والحيد.
تمسك الطفلة بحوض السمك وتهرع على السلالم.. الأب ينادي لها: «اهربي بسرعة.. اهربي».. وما إن خرجت بعيدًا حتى رأت تلال م الأتربة تكسوا السماء وتعود الطفلة باحثة عن أسرتها فلم تجدهم فتقف وحيدة.
بعد مرور 4 ساعات على القصف الإسرائيلي لمنزل والدها، تعود الطفلة مرة أخرى بائسة ودقات قلبها كاد يفوق صوت الصواريخ والنيران من فوقها.. تبحث الطفلة المسكينة عن والدتها ووالدها وشقيقها فلن تجدهم ولن يتبق لها سوى حوض السمك.
«بابا أنت فين؟».. حكاية طفل فلسطيني تصدى لنيران جيش الاحتلال
جالس يلهو داخل غرفته الصغيرة.. لا يبالي مُستقبله المجهول.. النيران تحاصر كافة أرجاء منزل والده من الخارج.. يتلفت يمينًا ويسارًا محاولاً الاستعلام عن مصدر صوت عالٍ يقترب منه شيئًا فشيئًا.
مفاجأة لم تكن في خاطر الطفل الصغير الذي قد يكون أقصى طموحاته لعبة جديدة يقدمها له والده أو والدته.. ابتسامة صافية تدوي أرجاء غرفته أثناء اللهو، فإذ تتبدل أصوات الضحك إلى أصوات الصريخ يحاول الطفل الاستنجاد بأحد أفراد أسرته الذين اختفوا جميعًا أسفل الأنقاض وأصبح الطفل وحيدًا أمام نيران القصف الإسرائيلي.
«بابا.. ماما.. أنتوا فين؟».. بكاء مُستمر من طفل عاجز أمام أهوال نيران القصف الإسرائيلي.. ماذا يفعل الطفل المسكين بمفرده في منطقة محفوفة بالمخاطر؟.
«ماما هنموت؟».. حوار الوداع بين الطفل الفلسطيني ووالدته على خط النار
تحمل طفلها داخل كرتونة على كتفيها وتسرع هربًا من ألسنة نيران جيش الاحتلال.. حالها لا يختلف عن كثير من الأمهات الفلسطينيات اللاتي وقعن تحت حصار حرب المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
انزوت الأم بجسدها النحيل لتلقط أنفاسها قليلاً من الترجل السريع بطفلها، ووضعته على الأرض.. تلتفت يمينًا ويسارًا لتترقب أجواء النيران أمامها وخلفها والسحب السوداء من أعلاها.
«ماما هنموت؟».. سؤال وجهه الطفل المسكين لوالدته، لتصمت الأم قليلاً وتدمع عنياها على مستقبل طفلها المجهول، وتقول «استرح ابني.. فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا».
حالة من القلق انتابت الطفل المسكين وهو يرى حالة من الكر والفر لمئات الفلسطينيين، ويعيد سؤاله لوالدته«ماما إحنا هنموت؟»
«لا تخف إن الله معنا».. هكذا كان رد الأم المسكينة على طفلها، قبل دقائق من سقوط صاروخ عليها وعلى طفلها ليكون الوداع الأخير بينهما.
الطفل الفلسطيني مُتوسلاً والدته: «ماما أنا لوحدي رايحة فين؟»
«ماما أنا لوحدي رايحة فين؟».. هكذا بدأ الطفل الفلسطيني «باسل أبو مرسة» حديثه باكيًا وهو ينظر إلى والدته التي أصيبت في القصف الإسرائيلي وهي تحمله هاربة من النيران.
حديث من طرف واحد للطفل يحاول فيه أن يحادث والدته للمرة الأخيرة قبل دخول العمليات «ماما أروح فين.. طيب اعمل أيه».
كلمات الطفل أبكت جميع الحاضرين داخل المستشفى، يمسك بيديه جسد والدته ويأبى أن يتركها وصرخاته تدوي أرجاء المكان لتحرق قلوب الجميع حزنًا عليه.
«والنبي خليني معاها.. ماما ماما خليني معاكي».. يستكمل الطفل توسلاته لوالدته، والجميع يسالونه: «فين بابا.. فين اخواتك»، ليرد الطفل عليهم قائلاً: «أنا مليش اخوات وبابا مات من زمان».
الجميع يمسكون بالطفل المتشبك بوالدته وهى بين الحياة والموت ويحاولون طمأنه قلبة «كلنا معاك.. كلنا جمبك.. بيوتنا كلنا مفتوحة ليك».
يقبض الطبيب بالسرير المتحرك وعليه الأم، وخلال سيره لداخل العمليات ينظر الطفل نظراته الأخيرة لوالدته «فهل يراها من جديد؟»».. غير مستوعب للحياة التي يعيشها بمفردة فكيف وهى كانت الحياة؟.
تمر الساعات حتى خرجت الأم بسلام من غرفة العمليات وعادت الحياة من جديد للطفل وعادت ابتسامته مع ضحكات الأم له بعد الإفاقة.