استشاري نفسي عن الأمهات الفلسطينيات: «لا أكذب لكني أتجمل» شعارهن مع أبنائهن لمقاومة الاحتلال
كتب: ندى جمال
نصائح عديدة قدمتها الدكتورة منى حمدي استشاري الصحة النفسية، للأمهات اللاتي تعشن أجواء الحرب في فلسطين وغيرهن مما يشاهدن مشاهد الحرب على التليفزيون والسوشيال ميديا.
نصائح للأمهات بعد أحداث حرب فلسطين الراهنة
قالت الدكتورة منى حمدي، استشاري الصحة النفسية أول النصائح للأمهات «لا أكذب ولكني أتجمل»، حيث قالت: " إنّ الحرب تولد لدى الأطفال جراح وآلام لا تمحوها الزمن، فضلاً عن ضياع طفولتهم خاصة بعد إصابتهم باضطرابات نفسية كبيرة وهناك من الأطفال يفضلون العزلة حاليًا لكن بعد سنوات تظهر علامات الإصابة بالحروب منها السلوك العدواني".
وأكملت الدكتورة منى حمدي: " لازم الأم تكون واقعية وتقول الحقيقة للطفل عن ما يشاهده لكن بلطف وتجمل".. وتستكمل استشاري علم النفس حديثها وتقول: " إن الأمهات أمام تحدي كبير في تهوين مشاهد الدم أمام الأطفال ولهذا لابد من حرصها على عدم تعرض طفلها لهذه المناظر كثيرًا سواء أمام التليفزيون أوعلى السوشيال ميديا ".
كما أشارت استشاري علم النفس إلى أن هناك تقارير علمية تؤكد أن 22 % من الأطفال الذين يشاهدون الحرب يصابون بقلق واضطرابات نفسية وثنائي القطب وانفصام وأعراض جسدية لا تظهر في وقتها، و 9% للمعرضين للحروب من الأطفال أو مشاهدتهم لمشاهد الحرب يصابون بالعجز في الحديث وفي قدراتهم الكلامية.
وأكدت استشاري علم النفس أن تقويم سلوكيات الطفل أمام مشاهد الحرب لا يتم عن طريق النصائح بل عن طريق التقليد، فنحن لابد ان نتماسك أمامهم فيستمدون القوة من حولهم، وهذه كلمة السر في قوة الأمهات الفلسطينيات في بلدانهن وكيف تقاومن الحرب بالابتسامة ومواصلة الحياة مع أطفالهن.
وقالت الدكتورة منى:" أن الأطفال حتى سن التاسعة لابد أن نتعامل معهم بالحقيقة وليس بالخيال، فنتحدث أمهامهم عن الحرب وتكون الأمهات مصدر المعلومات لهم بدلاً أن يبحثوا عنها في مصادر أخرى، مشيرة إلى أن مشاهد الحرب أو التعايش فيه يصيب الشاهد أوالمتعايش بالظلم والقهر، ويزداد الأمر مع المشاهد مما يعاني من الاضطرابات النفسية فيشعر بما يسمى بـ"صدمة الحرب" وتؤثر عليه بالسلب والإحساس بالذنب والعجز المستمر".
وتابعت: "مشاهد الحرب في فلسطين لا تزيد الأمهات إلا صلابة، فتقوم بدعم بعضهن البعض نفسياً، خاصة أن الضرر طال الجميع، لكن رد الفعل يختلف بين السكان أنفسهم، خاصة من يعانون من آثار ما بعد الصدمة، ولكن الأعراض النفسية تتوقف على حسب المرض النفسي والسن، وتتنوع ما بين الهلع، واضطرابات النوم والطعام، والوسواس القهري، واضطرابات سلوكية لدى الأطفال، بجانب بعض الأعراض الجسدية الناجمة عن التوتر مثل القئ والتهابات الجلد والقولون والبطن والآلام المزمنة.
ونوهت استشاري علم النفس: "أن مشاهد الحرب والقتل والحديث عن فقدان الأبناء والأمهات والآهات التي تدوي جميع الشاشات تخزن في ذاكرة المشاهد وتشعره بأن الحرب قد اقتربت منه والخطر واقع لا محالة، وهرمون الكرتوزون يزداد مع هذه المشاهد المآساوية، فالعقل يختلط عليه الأمر ويتساءل هل ذلك حقيقي أم خيال؟.
اقرأ ايضًا: تفاصيل مساعدات غزة حتى اليوم