خبراء اقتصاديون يكشفون لـ «العاصمة» أسباب اهتمام القيادة المصرية بالتجارة البينية
كتب: سمر سليمان
تحديات كبيرة تواجهها مصر والدول الإفريقية بوجه عام نتيجة اعتمادها على الاستيراد بشكل كبير، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الناتجة عن أزمة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ، ومؤخرا حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وفي ظل هذه التحديات الإقليمية التي تواجهها مصر والدول الإفريقية، تولي القيادة المصرية اهتماما كبيرا لـ «التجارة البينية الإفريقية»؛ بهدف تنشيط عملية التبادل التجاري، ولا تدخر جهدًا في دعم العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول الإفريقية، حيث شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، الإثنين، فعاليات النسخة الثالثة لـ«معرض التجارة البينية الإفريقية».
وتهدف فعاليات النسخة الثالثة لـ«معرض التجارة البينية الإفريقية»، إلى عرض الفرص والمقومات الاستثمارية المتاحة بالقارة السمراء؛ مما يجعل المعرض انطلاقة حقيقية لتعزيز التجارة وتنمية الصادرات في كل القطاعات المشاركة.
كما يتيح المعرض القضاء على نسبة البطالة، ودعم عملية التنمية، وخلق فرص للتبادل التجاري، في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها الدول الإفريقية والأحداث الطارئة.
وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية، أهمية التجارة البينية، موضحة أنها تعد تكاملا اقتصاديا بين الدول من خلال الصادرات والواردات.
وقالت مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، لـ«العاصمة»، إن هناك مايسمى بالندرة النسبية التي تتيح للدول أن تعوض نقص بعض السلع لديها واستيرادها من دولة أخرى، مثل النفط، والغاز، والشاي الذي تعد كنيا من أكبر الدول في إنتاجه.
وأوضحت «الملاح»، أن لهذه الأسباب تعد التجارة البينية من أهم أولويات القيادة المصرية.
فرصة كبيرة للانتقال من الاستيراد إلى التصنيع
ويرى الدكتور يسري الشرقاوي، الخبير الاقتصادى، ورئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن التجارة البينية هي استغلال الموارد والثروات الطبيعية الموجودة داخل دول القارة الإفريقية، والحد من بيعها كـ مواد خام.
وأوضح الخبير الاقتصادي، لـ «العاصمة»، أن فوائد هذه التجارة تعود على شعوب القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن دول إفريقيا تبيع المواد الخام للدول الأوروبية ثم تستوردها منتجات مصنعة، وبالتالي هناك أزمات اقتصادية بهذه الدول.
وتابع «الشرقاوي»، أن تحسين مستويات التجارة البينية يضمن تجارة دول القارة سواء في الخامات أو المنتجات النهائية، ويضمن ارتفاع معدلات التجارة من 5% لـ 15% مستهدفا الوصول إلى 55% وبالتالي يعود بالنفع على الاقتصاد الإفريقي ككل.
ولفت إلى أنه يمكن استغلال الثروة المعدنية، مثل الحديد، والنحاس، اللذان يدخلان في تصنيع الكبلات والسيارات وتصنيع المعدات الزراعية، وبالتالي الحاصلات الزراعية التي تدخل في تصنيع المواد الغذائية، كما يمكن استغلال القطن المصري في العودة إلى صناعة الملابس.
وأكد يسري الشرقاوي، أن كل ما سبق يمنح مصر والدول الإفريقية فرصة كبيرة للانتقال من الاستيراد من الدول الأجنبية إلى التصنيع بشكل جيد.
من جانبه، قال أولوسيجون أوباسانجو، رئيس المجلس الاستشاري للمعرض الإفريقي للتجارة البينية والرئيس السابق لجمهورية نيجيريا، إن الحكومة المصرية، التي كانت المضيفة للنسخة الأولى من معرض التجارة البينية الإفريقي، كانت داعمة قوية للفعالية.
كما وجه الشكر ِللرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح المعرض في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، مؤكداً أن حضور ودعم الرئيس السيسي قد ساهم بشكل كبير في نجاح المعرض.
وأضاف: "نحن ممتنون للرئيس السيسي وحكومته على وجودهم ودعمهم لنا"، مشيدا بجهود الحكومة المصرية والمنظمين للمعرض، مؤكداً أن المعرض حقق أهدافه وشهد تقدماً ملحوظاً من