شمالا وجنوبا.. الاحتلال يوسع اقتحاماته البرية على قطاع غزة بالكامل
كتب: متابعات
كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحاماتها البرية، اليوم الإثنين، على كامل قطاع غزة، وهو ما زاد الوضع سوءا داخل القطاع الذي يعاني سكانه من كل أنواع العذاب.
وبعد مرور خمسة أسابيع على بدء الهجوم البري الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، وسع جيش الاحتلال عملياته البرية لتشمل كامل الأراضي الفلسطينية.
كثافة الهجوم البري
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداده لبدء المناورة البرية في خان يونس ورفح لاحقا- حسب تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش- هرتسي هليفي لدى زيارته لموقع فرقة غزة على الحدود مع القطاع، ورغم ذلك فإن أهدافا صعبة وشاقة تنتظر الجيش في الشمال.
وذكرت تقارير عبرية، صباح اليوم الإثنين، أن هناك مناطق لم يتم اقتحامها بريا في المراحل الأولى لبدء العدوان البري، وأهمها منطقة جباليا المجاورة لغزة، حيث يستعد الجيش لاقتحامها واحتلالها وفرض السيطرة على مخيمها الكبير ومن ثم اقتحام الشجاعية إلى الشرق.
واعتبرت الصحيفة، أن المهمة الأصعب في خان يونس التي تعتبر معقل لمقاتلي كتائب القسام، مشيرة إلى أن المهمة في جباليا والشجاعية لا تقل ضراوة، حيث إن الجيش لا يزال بعيدا عن تحقيق هدف الحسم فيهما.
وصرح جيش الاحتلال، بأنه يستعد لمعارك قوية في الشجاعية وجباليا متطرقا إلى معارك الأمس، ووقوع اشتباكات عديدة في مناطق أخرى شمال القطاع ووسطه ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة رابع بجروح خطيرة.
وفي خان يونس، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات على مشارف المدينة، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا كبيرًا في القتال في هذا القطاع أيضًا، والتحدي الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي في المعركة على خان يونس، التي تعتبر مركز ثقل عسكري مهم جداً بالنسبة لحماس، هو القدرة على خلق المفاجأة في طريقة العمليات.
وقالت الصحيفة أن هذا تحد معقد بالمقارنة بالقتال الدائر في شمال قطاع غزة، لا يزال هناك العديد من المدنيين في خان يونس الذين لم يغادروا منازلهم، لذلك، في هذه المرحلة، ركز الاحتلال جهوده على تنبيهات إلى السكان للاخلاء والنزوح جنوباً.
ومن المتوقع أن تكون أيام القتال القادمة على الجبهات التي سيدور فيها القتال في غزة هي الأكثر كثافة، من حيث نطاق الأحداث وصدامات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية، في مؤشر أيضاً على تطور القتال في المستقبل.
من جانبه، أعلن المُتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجاري، كثافة الهجوم البري في جنوب غزة، في ملاحقة للفصائل الفلسطينية، والتقدم في منطقة شرق مدينة خان يونس، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي: "لقد قاتلنا بقوة ودقة في شمال قطاع غزة، ونحن نفعل الآن نفس الشيء في جنوب القطاع".
ويتزامن هجوم الاحتلال الإسرائيلي في الشمال والجنوب في آنٍ واحدٍ، وبحسب المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكوس، فإن العملية في شمال غزة لم تنته بعد.
وقال في إشارة لفصائل المقاومة الفلسطينية: "لم نهزمهم عسكريًا بشكل كامل بعد في الشمال، لكننا أحرزنا تقدمًا جيدًا، والمعركة تستغرق وقتًا".
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة نحو 200 هدف في قطاع غزة ودمر البنية التحتية للفصائل الفلسطينية، وبالتوازي مع الهجوم البري، نفذت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية أيضًا هجمات في قطاع غزة.
10 آلاف غارة جوية
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي، بالتعاون مع القوات البرية، حتى الآن 10 آلاف غارة جوية على أهداف في قطاع غزة، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
وفي الجنوب، يحاول مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من الشمال تجنب القصف، ووفقًا للأمم المتحدة، يعيش الناس في مساحات صغيرة جدًا، إذ اضطر حوالي 1.8 من سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون نسمة إلى مغادرة منازلهم بسبب الحرب.
من جانبه انتقد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، جيمس إلدر، بشدة الهجمات الإسرائيلية خلال زيارة إلى جنوب قطاع غزة، بعد أن وصفه بغير الأخلاقي، مؤكدًا أن الصمت أمام هذه الجرائم بمثابة التواطؤ.