خطوة نادرة.. محلل سياسي يكشف لـ«العاصمة» أهمية مطالبة الأمم المتحدة بتفعيل المادة 99 على حرب غزة
كتب: سمر سليمان
أكد محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على أهمية خطوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بمطالبة مجلس الأمن بتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة وتطبيقها على حالة غزة.
وقال "فوزي"، في تصريحات لـ "العاصمة"، إن أهمية خطوة الأمين العام للأمم المتحدة بمطالبة مجلس الأمن بتفعيل المادة 99، تكمن في اعتبارين رئيسيين، الأول يتمثل في كونها خطوة نادرة، إذ إن هذه المادة لم يتم اللجوء إليها منذ عقود، والثاني يرتبط بطبيعة وماهية المادة نفسها والتي تجيز للأمين العام للمنظمة الدولية لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين.
وأوضح الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه يمكن قراءة لجوء الأمين العام للأمم المتحدة لهذا المسار في ضوء بعض الأسباب الرئيسية، ومنها وصول مستويات جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة إلى مستويات غير مسبوقة، تتجسد في الكوارث الإنسانية الكبيرة التي يعيشها القطاع منذ ٧ أكتوبر الماضي، فضلاً عن أنها تأتي بالتزامن مع تصاعد فرص تحول الحرب الحالية إلى حرب إقليمية، بالإضافة إلى حالة التوتر الكبيرة بي إسرائيل والمنظمة الأممية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأشار محمد فوزي، إلى أن أهمية هذه الخطوة ترتبط بالسياق الذي تأتي فيه، خصوصاً مع انتهاء خرق إسرائيل للهدنة منذ أيام، وتعطل مفاوضات الهدنة، وانسداد الأفق السياسي الخاص بالأزمة، وعدم قدرة مجلس الأمن على تبني قرارات ملزمة بوقف إطلاق النار.
وتابع خلال تصريحاته لـ "العاصمة"، أنه يعتقد أن هذه الخطوة قد تدفع مجلس الأمن إلى تبني بعض القرارات المهمة الخاصة بغزة، خاصة فيما يتعلق بالهدن الإنسانية ووقف إطلاق النار، فضلاً عن أنها تمثل مصدر ضغط كبير على إسرائيل، وتعبر عن التغيرات والتحركات الدولية الكبيرة المناوئة لإسرائيل إثر جرائمها في غزة.
"جوتيريش" يطالب مجلس الأمن بتفعيل المادة 99
تفاقمت الظروف الإنسانية السيئة في قطاع غزة بشكل كبير عقب انتهاء الهدنة التي نصت على وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة 7 أيام منذ الأول من ديسمبر الحالي بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ودعا أنطونيو جوتيريتش، إلى استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ توليه أمينًا عامًا للأمم المتحدة في عام 2017، حيث تسمح هذه المادة للزعيم العالمي بإحالة أي مسألة يعتقد أنها تشكل تهديدًا للسلام والأمن الدوليين إلى مجلس الأمن.
وكان جوتيريش أرسل خطابا إلى رئيس مجلس الأمن، اليوم الخميس، يفعّل فيه للمرة الأولى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وهي مادة نادراً ما تستخدم في الميثاق.
جاءت هذه الخطوة من قبل جوتيريش بعد أن كرر دعوته لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
وفي رسالته إلى مجلس الأمن، أكد جوتيريش، أن العالم يواجه خطرًا شديدًا لانهيار النظام الإنساني، وأن الوضع يتدهور بسرعة ويتحول إلى كارثة تهدد الفلسطينيين ككل وتهدد السلام والأمن في المنطقة.
وأضاف أنه يجب تجنب هذه النتيجة بأي ثمن، وشدد على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلاً: "هذا أمر ملح".