Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

طارق إمام المرشح لـ«البوكر» في حوار لـ«العاصمة»: شركائي في القائمة القصيرة للجائزة «جيران» وليس «منافسين»

 كتب:  نورالهدى فؤاد
 
طارق إمام المرشح لـ«البوكر» في حوار لـ«العاصمة»: شركائي في القائمة القصيرة للجائزة «جيران» وليس «منافسين»
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

يترقب الوسط الثقافي وجمهور القراءة العربي عامة والمصري خاصة، حفل إعلان اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بـ«البوكر» العربي للعام 2022، والمقرر في 22 مايو المقبل.

وجاء على رأس القائمة القصيرة للمرشحين لنيل الجائزة، الكاتب المصري طارق إمام، عن روايته «ماكيت القاهرة» الصادرة عن دار منشورات المتوسط في 2021.

هذا الترقب ذو الطابع الوطني في مصر يستند على طموح أن يصبح «إمام» ثالث مصري يفوز بتلك الجائزة الرفيعة بعد الكاتبين بهاء طاهر ويوسف زيدان.

من هذا المنطلق كان لقاء «العاصمة» مع الأديب طارق إمام، للتعرف على نظرته الخاصة لـ البوكر والتطرق لمشروعه الأدبي ورأيه بالمشهد العام للكتابة في مصر..

ماذا تضيف «البوكر» لفائزيها؟ وماذا تمثل لطارق إمام؟

جائزة البوكر تمنح الكاتب المرشح لنيلها قدراً غير هين من الإضاءة الإعلامية سواء على عمله المرشح أو على مسيرته الأدبية إجمالاً، وتوسِّع بلا شك رقعة القراء حيث أنها الجائزة الأهم بالنسبة لشريحة واسعة جداً من قراء الروايات الذين يحرصون على مطالعة الأعمال المرشحة بدءاً من القائمة الطويلة وحتى العمل الفائز.

كيف ترى منافسيك على الجائزة بالقائمة القصيرة؟

أُسمِّي شركائي في القائمة القصيرة "جيراناً" وليس "منافسين". التنافس في الأدب شكلي فقط، وأقول دائماً: "لا خاسر في الكتابة". المشهد الروائي العربي هو مشهد واسع وكبير وثري وشديد التنوع، نتكاتف جميعاً كروائيين لنُشكل ملامحه، كلٌ بطريقته ووفق مرجعياته وأفكاره.

"بشرى خلفان" و"خالد النصر الله" صديقان عزيزان حاضران بالقائمة، وكل ما أفكر فيه هو شغفي بصحبتهما عند السفر لأبو ظبي بعيداً عن حسابات الفائز والخاسر، كما أتطلع بشغف للتعرف على "ريم الكمالي" و"محمد النعاس" و"محسن الوكيلي".

وأدبياً، لكل كاتب في القائمة القصيرة شخصيته المميزة، وعالمه الذي يكشف قدراً من الخصوصية الثقافية لمحيطه الاجتماعي كما يعكس رؤيته للعالم والتاريخ والحاضر وتصوره الفني للخطاب الروائي. 

من المعروف أن طارق إمام لديه مشروع أدبي خاص ومتفرد.. ما ملامح هذا المشروع؟ 

المشروع الأدبي يعني أن الكاتب يرى أن الأدب حياته حرفياً، بحيث يمضي النص جنباً إلى جنب مع رحلة الحياة نفسها، ليس بالتوازي كشريطي قطار، بل بالتقاطع الدائم والعناق والاشتجار.

كل سؤال نمر به في العالم هو سؤال للفن أيضاً، هذا هو تصوُّري. مسألة تخطيط المشروع تختلف من كاتب لآخر، لكن بالنسبة لي كتابة الروايات والقصص ليست ترفاً أو تسلية أو عملاً أؤديه في أوقات الفراغ، بل على العكس، أعتبر نفسي كاتباً يمارس مهناً أخرى على هامش دوامه الفني.

نادراً ما أنهيت عملاً دون أن تكون في الأفق مشاريع مستقبلية تصل أحياناً لثلاثة أو أربعة أفكار تنتظر التنفيذ أو كتبتُ حتى أجزاء منها كـ"عربون كتابة"، وبهذا فالكتابة عندي فعلٌ مستمر وربما هي فعل ممارسة الحياة نفسه. اللحظة التي سأشعر فيها أنه لم يعد لديَّ ما أكتبه ستكون هي اللحظة التي أعرف فيها أنه لم يعد لديّ ما أحياه.

«ماكيت القاهرة» رواية تشريحية للماضي والحاضر والمستقبل الوطني المصري، هل تحلم بأن يتحول لعمل فني، مسلسل أو فيلم؟

مسألة تحويل العمل الأدبي إلى عمل درامي أو سينمائي تخص شروطاً أخرى لا تعنيني على الإطلاق ولا تمثل لي أي طموح. أنزعج كثيراً ممن يرون أن العمل الأدبي "خطوة" يجب أن تتبعها خطوات تالية كأن يصبح فيلماً أو كتاباً صوتياً حتى.

العمل الأدبي طموحه الوحيد والنهائي بالنسبة لي أن يحقق أدبيته وأن يصل لقارئيه، سوى ذلك لم أنشغل أبداً بفكرة وجوده في وسيط آخر، خاصةً وأنه في هذه الحالة لن يكون عملي بالضبط، سيكون نصاً موازياً يخص من كتب له السيناريو ومن أخرجه. وتحويل عمل أدبي إلى عمل مرئي قد يمنحه قدراً من الانتشار، لكنه يمنح العمل المرئي ما هو أهم وأبقى: القيمة الفكرية.

يقال إن معايير النجومية في مجال الكتابة في مصر حاليًا يعتمد على الأساليب الدعائية الى جانب الكتابة للدراما والسينما؟ فما رأيك؟

ما قلتيه صحيح، لكن هناك أيضاً كتاب نجوم من داخل أدبيات الكتابة غير الاستهلاكية لأن الجمهور ليس كتلةً صماء. بشكل شخصي أرى أن الجمع بين الكتابة الجيدة والمقروئية العالية أمر ممكن خاصة وأن وعي التلقي أصبح يمر بحراك رهيب وهناك قراء الآن يقرأون أفضل من بعض الكُتّاب. إجمالاً أنا مع نجومية النص لا الكاتب، الممثل يعرفه الناس في الشارع لأن سلعته هي وجهه، لذلك أرى أن نجومية الكاتب هي أن يعرف الناس نصه حتى لو لم يضع اسمه عليه. كتابتي هي وجهي.

أُفضِّل أن يقول الناس هذا الشخص كتب رواية "ماكيت القاهرة" مثلاً على أن يقولوا هذا "طارق إمام" وهم لا يذكرون عنوان كتابٍ لي. ربما لذلك تلهمني نجومية "ألف ليلة وليلة" التي نعرفها جميعاً ولا نعرف اسم مؤلفها، هذه في تقديري هي نجومية الأدب.. ودور الكاتب كما أراه هو مخاطبة الفرد لا القطيع، أو مخاطبة الفردية من داخل خطاب يمكن أن يتلقاه عدد هائل من البشر من خلال فردياتهم. إذا قرأني مليون قارئ فهم مليون فرد، مليون ذات مستقلة، وليس قطيعاً أداعبه، باللعب على أوتار المشترك والآمن والعمومي، لأمنحه تسلية في وقت الفراغ. لا يعني ذلك أنني ضد المتعة، لكن المتعة لا تعني إلغاء التفكير وحجب ملكة التأويل. متعة الأدب الحقيقية أن يتمكن كل قارئ من إنتاج نصه الخاص مع كل نصٍ يتلقاه، فليس أمتع من أن تكون شريكاً في إنتاج نص.