


ننشر كواليس الخطوات الأخيرة لإنهاء الحرب في قطاع غزة
كتب: محمد نعيم




فيما ينتظر الوسطاء في القاهرة والدوحة رد حماس على بلورة صفقة لتبادل الأسرى، أفادت عناصر مقربة من دوائر صنع القرار في حركة المقاومة الإسلامية أن الرد على مقترحات الصفقة من جانب قيادة حماس في غزة والخارج.
وكشف تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» كواليس الاتصالات الجارية حاليًا في هذا الخصوص، مشيرة إلى اتفاق القيادة في غزة مع رئاسة المكتب السياسي على أن الرد الكتابي الذي سيقدم للوسطاء المصريين والقطريين سيكون «في اتجاه إيجابي»، لكنه «سيتضمن إدراج نقاط أساسية في الاتفاق، وأنه سينص بوضوح على بند وقف الحرب بغض النظر عما إذا كان في بداية الاتفاق أو في نهايته».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر ضالعة في مفاوضات المقترح الذي تمت صياغته في باريس: «إن المطالب تتركز الآن على تعديل «الاتفاق الإطاري» بحيث يتضمن بند وقف إطلاق النار، وليس وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار». وجددت المصادر رفض المقاومة إقرار وقف إطلاق النار دون نص وضمانات لإنهاء الحرب؛ ونوهت إلى أن العدو لن يمنح فرصة لنزع ورقة السلطة التي يمثلها الأسرى.
مشاورات قوى المقاومة الفلسطينية حفزت قيادة حماس على تكليف القيادي أسامة حمدان بعقد مؤتمر صحفي وإعلان موقف واضح ردًا على كل الشائعات والتسريبات. وقال حمدان في كلمة ألقاها في بيروت إن «المقاومة منفتحة على مناقشة أي مبادرة أو فكرة تؤدي إلى وقف هذا العدوان الهمجي على شعبنا الفلسطيني»، مضيفا أن الطرح «هو اتفاق إطار يتطلب النقاش والحوار لأن كل تفاصيله غير موجودة». وأكد أن «ردنا على الاقتراح يرتكز على وقف العدوان على شعبنا وانسحاب الاحتلال من غزة، كما أن ردنا على الاقتراح يرتكز أيضا على تقديم المساعدات والتوصل إلى صفقة تبادل عادلة».
وينتظر الوسطاء المصريون والقطريون رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الرهائن كما قدمت للحركة بعد اجتماع باريس الذي تم فيه تعيين وسطاء يمثلون الولايات المتحدة وإسرائيل. ويبدو أن الأجواء السائدة لدى الجميع دفعت واشنطن إلى محاولة إقناع إسرائيل بتقديم تنازلات إضافية، بما في ذلك تمديد وقف إطلاق النار المؤقت، استجابة لطلب الوسطاء المصريين والقطريين ضمان موافقة حماس وفصائل المقاومة الأخرى ضمن الصفقة.
وحسب تقرير «واشنطن بوست» فإن قيادة الحركة في الخارج أنهت جولة أولى من المشاورات، التي ضمت رؤساء الحركة نفسها، فضلا عن اتصالات ولقاءات مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى. وستقوم قيادة حماس بإطلاع قيادة «حزب الله» في لبنان على تفاصيل الاتصالات الجارية، لاسيما وأن قيادة حماس أدخلت الجانب القطري في أجواء ما تعتقد أنه سيكون الإطار العام للرد، مع التركيز على ضرورة تضمينه وفي كل مقترح إشارة واضحة ومباشرة إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم ضمانات تؤكد التزام الاحتلال بإنهاء الحرب في نهاية أي عملية لتبادل للأسرى والمعتقلين.
وحسب المصادر فإن المشاورات في قمة حماس ركزت على ضرورة عدم إطلاق مواقف سلبية يستغلها العدو أو حليفه الأمريكي لممارسة ضغوط إضافية. إلا أن الحركة بنت موقفها على الواقع على الأرض، حيث كان رد قيادة الحركة في قطاع غزة وقيادة كتائب عز الدين القسام أن الصعوبات الوحيدة التي تواجه المقاومة هي الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب، وبالتالي فإن وقف هذه المأساة يتطلب نهاية واضحة لا لبس فيها للحرب، فضلًا عن التزام حازم برفع الحصار عن قطاع غزة والبدء بعملية إعادة الإعمار فورا.
وأبلغت القيادة السياسية والعسكرية في غزة قيادة الحركة في الدوحة أنه «لا خوف على مصير الأسرى وأن العدو لم يتمكن من الوصول إليهم ولن يتمكن من ذلك، وأن المقاومة لديها القدرة والآلية التي تسمح لها بالاحتفاظ بالأسرى». وشددت القيادة على أن «المبالغة في الواقع العسكري الإسرائيلي لا أساس لها من الصحة، وأن قادة الجناح العسكري للمقاومة تأقلموا تمامًا مع الواقع الجديد الذي فرضه عليهم غزو قوات الاحتلال، وأن مقاومة المقاتلين الصامدة لمدة أربعة أشهر هي أعظم ما في الأمر، وهى دليل على قدرتهم على التحمل لفترة طويلة».