Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بسب حل الدولتين.. حقيقة انقلاب عضو مجلس الحرب الإسرائيلي على نتنياهو

 كتب:  محمد نعيم
 
بسب حل الدولتين.. حقيقة انقلاب عضو مجلس الحرب الإسرائيلي على نتنياهو
نتنياهو وجانتس
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

أثارت زيارة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي "بيني جانتس" إلى واشنطن ولندن دون تنسيق مسبق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، العديد من التساؤلات داخل وخارج إسرائيل؛ ربما رسختها تطلعات الجنرال المدني لخلافة رئيس الحزب الإسرائيلي الحاكم، وإدراكه تعويل واشنطن ولندن عليه في مهام سياسية محلية وإقليمية، يتعارض مع تمريرها أو حتى نقاشها مع نتنياهو وائتلافه.

زيارة بيني جانتس إلى واشنطن

إذا كان "جانتس" حاول بهذا المنظور ومن خلال الزيارة طرح نفسه بديلًا عن نتنياهو أمام البيت الأبيض؛ فالثابت أنه لعب بهذه الورقة أيضًا مع إدارة ترامب، التي استغلت حينها فرصة تناحره مع نتنياهو، وفتحت لهما في آن واحد أبواب المكتب البيضاوي في محاولة واضحة لتركيع نتنياهو وتحييد مواقفه المعارضة لرؤية الرئيس الجمهوري، حينها أيضًا استبق "جانتس" التقارب مع واشنطن بتبادل اللقاءات في رام الله وتل أبيب مع قيادات السلطة الفلسطينية على رأسهم محمود عباس أبومازن شخصيًا، وكل ذلك كان بمباركة أمريكية ودون رغبة نتنياهو. 

أما الفرضية الثانية لزيارة "جانتس" فلا تستبعد تنسيقًا سريًا مع نتنياهو قبل إقلاع طائرة الأول من مطار "بن جوريون" في تل أبيب، لتصبح إيعازات الثاني لسفارتي تل أبيب لدى واشنطن ولندن بتجاهل الزيارة والزائر، وهجوم نجل رئيس الوزراء على خصم والده في مواقع التواصل الاجتماعي مجرد قناع، يخفي وراءه ترتيبات بالغة التركيب، تضمن لرئيس وزراء إسرائيل بقاءً على سدة الحكم، وتفادي إجراء انتخابات جديدة، بالإضافة إلى تحييد عضوي ائتلافه العنيفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن جافير، ووزير المالية بتسلئيل سيموتريتش، لإعادة فتح ملفات جوهرية مع الإدارتين الأمريكية والبريطانية، تأتي في طليعتها حرب غزة، وإحياء رؤية الدولتين مقابل توسيع نطاق دائرة التطبيع مع دول عربية وإسلامية جديدة.

ربما يجنح هذا التصور أكثر من غيره إلى الواقع، خاصة عند التعمُّق في قراءة بروتوكولات اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية؛ فنتنياهو حاول جس نبض أعضاء المجلس بتلويحٍ غير مباشرٍ لقبول بدولة (أو شبه دولة) فلسطينية، لكنه فوجئ بعاصفة اعتراض من "سيموتريتش" و"بن جافير"، ما دعاه فورًا إلى التراجع.

لكن زعيم المعارضة يائير لابيد انتهز حينئذ الفرصة، ولم يمانع (دون طلب) انضمامًا لحكومة نتنياهو، فأدرك الأخير حينها إمكانية ضم معسكر "لابيد" ومعه "جانتس" إلى الائتلاف بعد الإطاحة بالوزيرين المتطرفين، والحيلولة بهذا الإجراء دون طرح سيناريو الانتخابات العامة؛ وربما كان ذلك سببًا في إيفاد "جانتس" إلى واشنطن ولندن بتكليف (غير معلن أو صامت) من رئيس الوزراء.

إذا كان "جانتس" منفتحًا على أجندة إدارة جو بايدن، فلا يريد نتنياهو هو الآخر صدامًا معها، لاسيما إذا تخلَّص من صداع رأس اتفاقاته الائتلافية مع اليمين المتطرف، وأحرز (عبر تسوية إقليمية شاملة) انفراجة في الملف الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط وهو القضية الفلسطينية.

ويميل ثالث أضلاع المثلث، زعيم المعارضة يائير لابيد، إلى الأجندة ذاتها، وعساها تصريحاته الأخيرة تقاطعت إلى حد كبير مع تصريحات الرئيس الأمريكي لشبكة NBC، فبينما قال: "لا أتحدث عن تفعيل حل الدولتين على الفور، بل عن عملية تقودنا إلى دولتين والتحوُّط من تهديد أمن إسرائيل"، رأى "لابيد" أن "الشروع في تطبيق رؤية الدولتين قد يستغرق ما بين 5 إلى 6 سنوات، ولن يكون إلا في إطار تسوية إقليمية شاملة"؛ وهو الموقف الذي يؤمن به بيني جانتس، ويعتبره خطًا مستقبليًا في إدارة النزاع مع الفلسطينيين.