ألقى فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الضوء على مفهوم الغفران في الإسلام وعلاقته بمرتكب الكبائر، في حلقة من برنامج "الإمام الطيب". أكد فضيلته أن الله يغفر الذنوب جميعًا ما دامت التوبة ممكنة، باستثناء الشرك.
وأوضح الإمام الأكبر أن مرتكب الكبيرة، مثل القتل والزنا وغيرها، يمكن أن يكون مسلمًا عاصيًا، وأمره بيد الله، إذ يمكن لله أن يعاقبه أو يعفو عنه، حسب مشيئته. هذا في تباين مع بعض التيارات الفكرية التي تجرم مرتكب الكبيرة بدون توبة.
وأوضح فضيلته، في الحلقة الثالثة عشر من برنامج "الإمام الطيب"، ردا على سؤال "ما حكم مرتكب الكبيرة"؟، أن كل الذنوب تغفر ما عدا الشرك في مذهب أهل السنة، أما المعتزلة فيقولون أن مرتكب الكبيرة، التي منها على سبيل المثال القتل والزنا وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغيرها، مسلم عاص أو "فاسق" كما أطلقوا عليه، وهو بالنسبة لهم في منزلة بين منزلتين، أما الخوارج فقد كفروا مرتكب الكبيرة إن لم يتب، إلا أن رأي أهل السنة القائل أن أمره بيد الله هو الأعم والأكثر انتشارا وشيوعا، لافتا إلى أن مرتكب الكبيرة لو مات دون أن يتوب فهو مؤمن وأمره إلى الله تعالى، إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه، على خلاف مذهب المعتزلة القائل بأنه في منزلة بين منزلتين وعلى عكس مذهب الخوارج الذي الذي يقول بكفره.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن فهم الغفران يعكس في حياة الإنسان من خلال سلوكياته، حيث يجب على الإنسان أن يتعلم الصفح والعفو، وأن يتأسى بمواقف النبي والقرآن الكريم، لينعكس ذلك في تعامله مع الآخرين وفقًا لمبادئ الرحمة والعفو.
وأخيرًا، أكد الإمام الأكبر على أهمية التمسك بمفهوم الغفران والعفو في الحياة اليومية، مشيرًا إلى أنه يعتبر من صفات الله العظيمة، ويجب على الإنسان أن يتعامل مع الآخرين بالتسامح والرحمة، تحت سقف مبادئ الدين الإسلامي السمحة والمعتدلة.
أقرأ أيضًـــــــــــــــــــــــا:
