تثير نظرية الوعي الشمسي، التي أعادت إلى الأذهان الفلسفة الروحية القديمة، جدلاً واسعاً قبل الكسوف المنتظر.
تشير دراسة نشرت في مجلة Popular Mechanics إلى فكرة أن الشمس، كمصدر للطاقة والحياة على الأرض، قد تمتلك وعيًا يماثل في بعض الجوانب الوعي البشري.
في العصور القديمة، كانت الأفكار المشابهة موجودة في الفلسفة اليونانية، ولكنها تطورت وتجددت في العصر الحديث بفضل الدراسات والنظريات العلمية الجديدة.
فما هي حقيقة هذه النظرية؟ وكيف يمكن تفسير وجود وعي في الشمس وما يعنيه ذلك بالنسبة للكون بأسره؟
هل الشمس لها عقل
تعود جذور هذه الفكرة إلى العصور القديمة، حيث كانت أفكار مشابهة موجودة في الفلسفة اليونانية القديمة.
ومع ذلك، فإن مصطلح "الروحية الشاملة"، كما نعرفه اليوم، صاغه الفيلسوف الإيطالي فرانشيسكو باتريزي في القرن السادس عشر.
وعلى الرغم من حظوتها بشعبية في القرن التاسع عشر، بفضل تبنيها من قبل علماء النفس مثل ويليامز جيمس، إلا أنها تلاشت تدريجيًا في القرن العشرين بسبب تفوق الوضعية المنطقية في الفلسفة.
مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، ظهرت نظريات جديدة تدعم فكرة الروحية الشاملة. في عام 2004، قدم العالم الإيطالي جوليو تونوني نظرية المعلومات المتكاملة للوعي، التي تقترح وجود الوعي في كل مكان تقريبًا. وبدأت هذه النظرية تحظى بمزيد من الاهتمام والدعم، مما أدى إلى تجدد النقاش حول الفلسفة الشاملة.
الروحية الشاملة
في عام 2014، أثار العالم الأعصاب كريستوف كوخ الجدل بمقال نشر في مجلة ساينتفيك أمريكان.
وفي هذا المقال، جادل كوخ بأنه إذا كانت الكتل المادية يمكن أن تشكل الأجسام البشرية وتكتسب الوعي، فلا يوجد سبب يمنع مجموعات من الجسيمات الأولية من أن تتصل وتشكل وعيًا أيضًا.
تثير هذه النظرية الكثير من الأسئلة والتساؤلات في مجالات متعددة، بدءًا من الفلسفة والعلوم العصبية وصولًا إلى الفيزياء. فهل يمكن أن يكون للمادة وعي؟ وما هو دور الوعي في الكون بأكمله؟ وهل يمكن أن يكون الوعي جزءًا من النظام الكوني؟
في عام 2021، نشر العالم البيولوجي والكاتب روبرت شيلدريك ورقة بحثية تتساءل عما إذا كانت الشمس قد تكون واعية، مما يدعم الفكرة الشاملة للوعي.
العقل الشمسي وجسم الإنسان
وفي حديثه لمجلة Popular Mechanics، أشار شيلدريك إلى أن الوعي لا يقتصر على الأدمغة، وأن هناك رابطًا بين العقول والأنظمة الفيزيائية من خلال المجالات الكهرومغناطيسية الإيقاعية. وبناءً على آرائه، قال إنه قد يكون هناك علاقة بين العقل الشمسي وجسم الإنسان.
ومع ذلك، لا يوجد أي دليل يدعم هذه النظرية حتى الآن.
يُعتبر شيلدريك شخصية غريبة، حيث حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية وأجرى أبحاثًا في جامعة كامبريدج في السبعينيات.
ومنذ ذلك الحين، تحدث عن مواضيع متنوعة تتراوح بين البلورات والتخاطر، لكن تم رفضها.