ما هي البشعة التي طلبها سائق أوبر قبل الحكم عليها؟.. اعرف الحكاية
كتب: رحاب سعودي
صدر حكم بالسجن المشدد لمدة 15 سنة ضد سائق أوبر بتهمة محاولة خطف حبيبة الشماع، المعروفة بـ"فتاة الشروق"، من قبل محكمة جنايات القاهرة، وخلال جلسة المحاكمة، طلب المتهم استخدام "البشعة" كوسيلة لإثبات براءته، وهو طلب غير مألوف في المحاكم المصرية.
ما هي البشعة؟
"البشعة" تعرف بأنها تقليد بدوي يستخدم في الجلسات العرفية لكشف كذب إحدى الأطراف، حيث يتم تذوق قطعة معدنية من قبل الأطراف للكشف عن صدق أحدهما، يجب ملاحظة أن القانون المصري لا يشير إلى استخدام هذه الطقوس البدوية، بل يحدد العديد من الجرائم والعقوبات المناسبة لها وفقًا لأحكام القانون الجنائي.
طريقة استخدام البشعة
البَشْعة هي إحدى الطرق التي يعتمدها القبائل البدوية للحكم على المتهمين، حيث يقوم أحد الأشخاص المعروف باسم "المبشع" بإجراء تجربة تقليدية أمام جمع من الناس، يقوم المبشع بتسخين الميسم، وهو يد محماس القهوة العربية، حتى تصبح حمراء من شدة الحرارة، ثم يقلبها ويعيد وضعها على النار مرة أخرى. خلال هذا الوقت، يتحمل المبشع دور المحقق ويحث المتهمين على الكلام بالحقيقة، وإلا فإنهم يهددون بعقوبة قاسية، مثل حرق اللسان.
عندما تصبح يد المحماس جاهزة، يُطلب من المتهم تقديم لسانه ليضع عليها بسرعة، ثم ينتظر الجميع بضع دقائق، يُطلب من المتهم مرة أخرى تقديم لسانه أمام الحضور، ويُراقبون إذا ظهرت بثور على لسانه، فهذا يدل على كذبه، أما إذا ظلت سليمة فهو دليل على براءته.
حكم الدين في استخدام البشعة
في جلسة المحاكمة التي عُقدت أمس، قدم المتهم في القضية المشهورة بـ "فتاة الشروق" طلبًا إلى القاضي لاستخدام "البشعة" كوسيلة لتبرئته من التهم المنسوبة إليه، وفي هذا السياق، أدلى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، بتعليق أو رأيه بخصوص هذا الطلب خلال الجلسة.
أثناء مشاركته في برنامج "التاسعة"، الذي يُقدمه الإعلامي يوسف الحسيني على قناة "الأولى المصرية"، في مساء الإثنين، أبدى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، رأيه بخصوص مفهوم "البشعة". أشار إلى أن في القضاء الإسلامي لا يوجد مفهوم "البشعة"؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة قضائية محكمة، وهي مبدأ البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.
أشار أحمد كريمة إلى أن "البشعة" هي تقليد شعبي بيئي ليس له صلة بالدين، وأن موقع القاضي يُعتبر من أخطر المواقع في العالم، حيث يكون القاضي نائبًا عن الله. وبناءً على ذلك، يجب معاقبة من يتساؤلون عن هذه الأمور. كما أنه أشار إلى أهمية إزالة الكتابات على الجدران التي تروج للعلاج بالأعشاب أو الرقية، وكذلك المعالجين لحالات المس والدجالين، مؤكدًا أن هذه الممارسات تتعارض مع الخطاب الديني الصحيح الذي يجب تجديده بحلول شاملة.