في حوار شامل.. وزير البترول السابق يكشف للعاصمة الرابحون والخاسرون من النزاع الروسي الأوكراني

لعب المهندس أسامة كمال وزير البترول السابق دورًا وطنيًا وحيويًا خلال فترة توليه حقيبة وزارة البترول والثروة المعدنية خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية ولم يرضخ مخططاتهم الهدامة وهو ما وثقه مسلسل الأختيار فى جزئه الثالث.

العاصمة التقت بالمهندس أسامة كمال وأجرت معه هذا الحوار عن كثير من النقاط وإلى نص الحوار:

قال المهندس أسامة كمال وزير البترول السابق أن الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت أنه لا يمكن للعالم الاستغناء عن الوقود الأحفوري بالرغم من محاولات أن النفط والغاز الطبيعي لا يأثر على اقتصادياتها ولا يمكن الاستغناء عنه.

كما أنه الطلب العالمي يزيد على النفط والغاز الطبيعي رغم محاولات إيجاد بدائل تنفيذا للتوجهات العالمية بشأن الحفاظ على البيئة وتأثيرات التغير المناخ وذلك باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والتي أثبتت الأحداث أن هذه العناصر فى الطاقة لا تتوافر غير في أماكن توافرها .

خاصة أن هناك وسائل ومناطق يصعب فيها الاستغناء عن الوقود الأحفوري كما هو الحال في عمليات تمويل الطائرات بالوقود وشحن الناقلات والسفن وهو ما يكشف عن أن الادعاء بالاستغناء عن الوقود الأحفوري خلال الفترة من عام 2030 حتى عام 2050 بالاعتماد على البدائل نسبة 75% هي تقديرات غير موفقة وتحتاج إلى مراجعات جديدة بعد المعطيات الجديدة والتي أظهرت ان التأثيرات الكربونية تواجه صعوبات حقيقة في خفضها خاصة فى ظل الحديث عن استضافة مصر لمؤتمر المناخ  وتحتاج إلى دراسة حقيقية لتلك التطورات وعلاقتها بمؤتمر التغير المناخ.

كيف تنظر إلى تأثيرات التغيرات المناخية؟

أحدثت التغيرات العالمية تذبذب كبير في أسعار النفط والتي ارتفعت بشكل غير متوقع نهائيا، حيث تم إعداد الموازنات المالية فى معظم دول العالم على أقصى تقدير لسعر البرميل ما بين 80 إلى 85 دولار للبرميل الواحد وايضا  معدل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي غير المتوقع مما يؤثر على الموازنات بشكل كبير قد يحدث خلل في تلك الموازنات ويؤدي إلى ارتفاع معدلات العجز خاصة لدى الدول المستوردة  كما ياثر أيضا على معدلات إنتاج الأسمدة الزراعية وبالتالي تتأثر معدلات إنتاج الحبوب وصناعة الغذاء ومعدل انتاج النافتا وهي المادة الرئيسية في صناعة البترول والبتروكيماويات ما يؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل غير طبيعي أيضا يؤثر على صناعة السيارات والمواسير المستخدمة فى صناعة خطوط نقل البترول .

هذه الزيادات لا تؤثر على هامش الربح، حيث إنه سوف يستفيد منها الدول المنتجة وتتضرر منها الدول المستهلكة أو المستوردة.

وكذلك كل المخلفات إذا تم التعامل معها بطريقة غير آمنة وخاصة المخلفات الصحية تصبح كارثة كبرى تهدد صحة الإنسان وهنا تبرز أهمية التخلص الآمن للمخلفات وعمليات تدوير المخلفات بطريقة آمنة.

معدل الأسعار ارتفاع بهذا الشكل سوف يؤثر على معدلات التنمية وخطط النمو فى كل بلدان العالم بما فيها السلع الرأسمالية ومنها مواسير خطوط البترول وبالتالي يكون معدل الارتفاع الأسعار بهذا الشكل سوف يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم شديد ويحدث انفلات فى الأسعار وتباطؤ في النمو الاقتصادي مما يؤدي إلى أضرار اقتصادية بالنسبة للمنتجين والمستهلكين.

هل تتدخل الأطراف الفاعلة في أسواق النفط لضبط الأسعار؟

لابد من تدخل من قبل المنتجين لإعادة التوازن في أسعار النفط لأن انفلات الأسعار ليس في الصالح وبالتالي اتوقع تتدخل منظمة الأوابك ومنظمة أوبك لاعادة الاستقرار الأسعار في السوق.

ما هو معدل الأسعار العادلة في الأسواق النفط؟

السعر العادل والذى يحقق مصلحة المنتجين والمستهلكين يتراوح مابين 80 إلى 85 دولار للبرميل وهذا السعر يحقق الرضا لدى كل الأطراف وخاصة المنتجين.

هل تتخلى أوروبا عن العقوبات ضد روسيا أمام احتياجاتها للطاقة الروسية؟

أوروبا لن تستطيع الابتعاد كثيرا عن النفط والغاز الروسي ولغة المصالح تفرض كلمتها على الحكومات وخاصة أوربا التى ليس لديها خيارات كثيرة عن الاستمرار في الاعتماد على النفط والغاز الروسي.

هل تتخذ روسيا خطوة وقف إمدادات أوروبا من النفط  والغاز الروسي؟

روسيا لا تريد العداء الكامل مع الدول الاوربية بل هي اراد ان تعاقب دولة اوكرانيا على ما قامت به من تنفيذ المخططات الامريكية على اراضيها وسماح أوكرانيا بتنفيذ مخططات تهدد الأمن الاستراتيجي والقومي لروسيا عن طريق اقامة مشروعات امريكية خطر على روسيا.

ماذا عن استثمارات قطاع البترول المصري في ظل التوترات العالمية؟

قطاع البترول المصري حقق طفرة كبيرة جدا وغير مسبوقة وذلك بفضل الدعم السياسي الكبير الذي يلقاه القطاع من الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا وحرصه على لقاء اصحاب الشركات العالمية وتذليل كل العقوبات أمامهم فى مصر وايضا منحهم الحوافز الاستثمارية  وهو ما أدى الى حدوث طفرة كبرى في تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعى .

وهو ما كشف عن الرؤية المستنيرة للقيادة المصرية منذ عدة سنوات في الاهتمام بقطاع الطاقة وموقف بعض القوى العالمية على خلفية الازمة الروسية الاوكرانية كما حدث مع ألمانيا أكبر قوة أوروبية لم تصمد كثيرا امام الاحداث ولم تستطع الاستغناء عن الغاز والنفط الروسي وكذلك بعض الدول الأوروبية، مما يكشف عن أهمية قطاع البترول والغاز الطبيعي بالنسبة لاقتصاديات وحياة الشعوب.

هل مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط كما فعلت مع الغاز الطبيعي؟

مصر تحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي بنهاية 2023 وأن تنجح المعامل المصرية في توفير احتياجات السوق المحلي من المشتقات البترولية، حتى لو تطلب تدبير النفط الخام من الخارج، خاصة أن هناك كميات كبيرة من المشتقات البترولية والغاز الطبيعي تهدر فى الاحتراق وهذا يعد هدر كبير سواء عن طريق استخدام مشتقات الوقود الأحفوري في المركبات المتهالكة أو محطات توليد الكهرباء او صناعات كثيفة استخدام الطاقة، وهو ما يحتاج إلى عمليات الإحلال والتجديد والتوسع فى محطات الطاقة الشمسية والرياح وتحديث المركبات لخفض معدلات الاستهلاك الحالية التي تتراوح ما بين 100 مليون برميل إلى 120 مليون برميل سنويا فمصر لديها فاقد وهدر وسوء استخدام للطاقة لا يقل عن 35% سواء عن طريق معدات قديمة متهالكة وسيارات قديمة ومعدات ديزل ومحطات وخطوط نقل الكهرباء وخطوط المواصلات وسرقة التيار الكهربائي وإهدار الكهرباء عن طريق الانارة بالنهار واستهلاك الكهرباء في أجهزة التكييف والفنادق ومعدلات لا مبرر لوجودها.

كيف يمكن إصلاح تلك المنظومة ووقف الهدر والفاقد من الطاقة؟

الدولة المصرية رصدت ما يزيد عن 20 مليار جنيه لتحديث شبكة نقل الكهرباء وتقليل الفاقد الكبير وتوفير الطاقة المهدرة ووقف السرقات  للحفاظ على الكميات الطاقة المنتجة.

هل تتوقع أن يتم تحريك أسعار المشتقات البترولية فى مصر قريبا؟

العالم كله قام بتحريك أسعار المشتقات البترولية وهناك زيادة كبيرة في العالم في أسعار النفط والغاز والحكومة لن تستطيع تحمل فارق السعر الكبير بين البيع فى الأسواق المحلية والاستيراد من الخارج وبالتالي غالبا ما يكون هناك تحريك فى الأسعار وفق آليات القانون المحدد لعمل لجنة التسعير وهو فى حدود 10%.

ما هى الأطراف الرابحة والخاسرة فى الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن؟

التجربة العملية تقول أن الكل خاسر في أوروبا لن تستطيع التخلي عن النفط والغاز الروسي وأيضا روسيا لن تتخلى عن التعاون مع أوروبا، والعالم كله أصبح يعاني من معدلات ارتفاع الأسعار وأصبحت كل دول العالم تعاني ويلات الحرب.

ما هو تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على مصر بالتحديد؟

مصر تأثرت بقوة بالحرب الروسية الاوكرانية سواء من عمليات تباطؤ معدلات النمو السياحي أيضا ارتفاع معدل الأسعار وكذلك اعتماد مصر على روسيا وأوكرانيا في تدبير احتياجاتها من الحبوب وخاصة القمح والذرة.