خلاف داخل الكواليس ومشادات بين مدير المهرجان السابق والحالي.. القصة الكاملة لـ«أزمة القاهرة السينمائي»
كتب: متابعات
رغم الإشادات بالدورة المنتهية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي، والتي تم تأجيلها من العام الماضي؛ نظرا للأحداث التي شهدها قطاع غزة، إلا أنهاندلعت أزمة داخل كواليس المهرجان بعد انتهاء دورته، بين رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، ومدير المهرجان الكاتب والناقد عصام زكريا.
الأزمة التي تفجرت عقب انتهاء المهرجان أثارت تساؤلات حول طبيعة الخلاف بين الطرفين وتأثيره على العمل داخل واحد من أهم الفعاليات السينمائية في المنطقة.
عصام زكريا: "انقلاب ومناخ فاسد"
كشف عصام زكريا، عن تفاصيل التوتر الذي تصاعد قبل انطلاق المهرجان بأسبوعين، مشيرًا إلى أن ما وصفه بـ"الانقلاب" من قبل رئيس المهرجان كان السبب وراء المشاكل التي شهدتها أجواء العمل.
وأكد زكريا، أن العلاقة بينه وبين فريق العمل كانت ممتازة حتى قرب موعد المهرجان، قبل أن تحدث "أشياء متعمدة" من حسين فهمي، على حد تعبيره، أدت إلى ما وصفه بـ"المناخ الفاسد".
وأشارإلى أنه اختار الصمت خلال فترة المهرجان؛ حفاظًا على سير الدورة بنجاح، لكنه اعتبر أن تلك الأجواء لا تشجع على العمل أو الاستمرار في المهرجان مستقبلًا.
وأضاف: لم يكن واردًا بالنسبة لي أن أترك عملي وأتفرغ لهذه الأمور، لكن هذه الأجواء غير قابلة للاستمرار، أنا أضحي بوقتي وجهدي من أجل المهرجان، لكن إذا كانت الأمور بهذا الشكل، فإن كتابة مقال أسبوعيًا ستكون أكثر جدوى لي من الناحية المادية.
وأكد زكريا، أن المهرجان نجح في النهاية رغم التحديات، لكنه لا ينوي العودة للعمل في ظل الظروف الحالية، مشددًا على أن ما حدث هو انقلاب فاشل تسبب في زعزعة الثقة بينه وبين فريق العمل.
حسين فهمي ردا على عصام زكريا: "مهاترات"
من جانبه، علق الفنان حسين فهمي على الانتقادات التي وجهها عصام زكريا بشكل مقتضب، مؤكدًا أنه يتقبل النقد البناء بصدر رحب ويستفيد منه، لكنه لا يعير اهتمامًا لما وصفه بـ"المهاترات".
وأوضح فهمي، أن العلاقة داخل أي عمل قد تشهد شدًا وجذبًا، وأن الهدف الأساسي هو نجاح المهرجان.
وأضاف فهمي: "لا يوجد لدي استعداد لتعطيل سير العمل من أجل أمور جانبية، من يريد المساعدة أهلًا وسهلًا، ومن لا يريد يمكنني تفادي الانتقادات بالصمت، وهذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة حقيقية، وقد يكون هناك سوء فهم من جانب البعض".
وأكد فهمي، أن الخلافات داخل العمل ليست جديدة أو غريبة، وأن الجميع يعمل من أجل المهرجان، رافضًا التطرق إلى تفاصيل تصريحات زكريا بشكل مباشر.
سجال بين أمير رمسيس وعصام زكريا
لم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، حيث شهد الوسط الفني سجالًا بين أمير رمسيس، المدير السابق لمهرجان القاهرة السينمائي، وعصام زكريا، مدير الدورة الحالية من المهرجان.وتبادل الطرفان الانتقادات بعد تصريحات وصفت بـ"المسيئة" من زكريا، وفقًا لما أشار إليه رمسيس.
ونشر أمير رمسيس، منشورًا عبر حسابه على "فيسبوك"، ردا على تصريحات عصام زكريا، معتبرًا أنها "مسيئة على أكثر من مستوى"، مشيرًا إلى أنها تضمنت مغالطات عن الحضور الجماهيري وإدارة المهرجان في السنوات السابقة.
رمسيس كتب: "رغم خلافي مع إدارة المهرجان قبل الاستقالة وبعدها، أرى أن تصريحات عصام زكريا مليئة بالإساءة للعديد من الكيانات والوقائع".
النقاط التي أثارها أمير رمسيس
أكد رمسيس أن مشكلة القاعات الفارغة كانت قد حُلّت سابقًا باستخدام نظام دقيق لحساب التذاكر المسحوبة وليس المباعة.
كما اعتبر أن تصريحات زكريا تقلل من جمهور المهرجان في الدورات السابقة، رغم تزايد الإقبال سنويًا منذ إدارة محمد حفظي.
ووصف تعليق زكريا على فيلم "وين صرنا" بأنه إساءة لمهرجان الجونة وجمهوره، مضيفًا أن الجونة يتمتع ببرنامج متميز ويستحق التقدير.
وانتقد ربط زكريا بين جودة الفيلم ودبلجته، معتبرًا أن ذلك تحوير للمشكلة الأساسية المتعلقة بمستوى الفيلم.
رد عصام زكريا
ردًا على انتقادات رمسيس، أصدر عصام زكريا تصريحات توضيحية.
نفى زكريا، أنه انتقد طريقة الحساب في الدورات السابقة، مؤكدًا أن كلامه كان متعلقًا بالدورة الحالية فقط.
وأوضح أن حديثه عن فيلم درة لم يكن موجهًا للجونة تحديدًا، بل كان مثالًا عامًا يهدف إلى توضيح الجدل حول الفيلم.
وأكد زكريا، أن انتقاده للفيلم المغربي كان مبنيًا على نقاش واسع وليس على رأي فردي، واصفًا إدخال اسم تاركوفسكي في الموضوع بأنه غير منطقي.
كما أشار زكريا، إلى أن خلافاته مع إدارة المهرجان كانت مليئة بما وصفه بـ"المؤامرات"، متسائلًا كيف يمكن لأمير رمسيس الحكم على تفاصيل لم يكن شاهدًا عليها؟.