


حمدي الوزير: رأيت بيتي يحترق عام 1965
كتب: سماح غنيم




تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وضمن فعاليات الدورة الثامنة من معرض بورسعيد للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، استضاف المعرض لقاءً مفتوحًا مع الفنان القدير حمدي الوزير، أدارَه المخرج صلاح الدمرداش، وسط أجواء اتسمت بالثراء الفني والوطني.
في حديثه، استعاد الوزير ذكريات الطفولة والنشأة، مشيرًا إلى تأثير البيئة الاجتماعية في تشكيل وعيه الفكري، حيث قال إنه بالرغْم من حصوله على بكالوريوس الهندسة، إلا أن شغفه بالقراءة والثقافة قاده مبكرًا إلى مساحات أوسع من التفكير والانفتاح.
كما استعرض تجربته في المقاومة الشعبية بعد نكسة 1967، ثم مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة، وقال بتأثر: "رأيت بيتي يحترق عام 1965، وعشت الهزائم، مما ولّد بداخلي إصرارًا على حمل السلاح دفاعًا عن وطني.. الوطن علّمني كيف أقاوم بشرف".
وأكد أن خلفيته العسكرية كان لها أثر بالغ في أدائه شخصية عادل ضابط المخابرات في مسلسل رأفت الهجان، حيث ساعدته التجربة الواقعية على إدراك أعمق لمعاني البطولة والانتماء.
وفي حديثه عن مشواره الفني، أوضح الوزير أنه بدأ انطلاقته الحقيقية مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية ليه؟" عام 1979، ثم تعاون لاحقًا مع كبار السينمائيين، من بينهم محمد خان وعاطف الطيب، الذي وصفه بأنه "ممثل ذو حضور طاغٍ".
ولم يُخفِ حبه الكبير للمسرح، مشيرًا إلى أنه أخرج 18 عرضًا مسرحيًا تركت بصمة واضحة في مسيرته الإبداعية.
وشهد اللقاء تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أثنوا على مواقفه الوطنية وشخصيته الفنية المتفردة. حيث وصفه كامل الحسيني، مستشار مجلس الوزراء وأحد رفاقه العسكريين، بأنه "جندي لا يتردد في التضحية"، بينما قال عنه الكاتب عبد الفتاح البيه إنه "شخصية متعددة الأبعاد، قادرة على قراءة ما بين السطور"، فيما اعتبره الشاعر أسامة كمال أحد أبرز رموز الحركة المسرحية في بورسعيد، قائلًا: "كان زمنًا ثقافيًا حقيقيًا عاشته المدينة".
حمل اللقاء بين طياته سيرة فنان ناضج، لم تقتصر إسهاماته على الشاشة والمسرح، بل امتدت لتصبح جزءًا من الذاكرة الوطنية والوجدانية لجيل بأكمله.