حين تتحول النقابة الى رقيب.. القبلة التى فضحت العقلية لا الفنان
كتب: نرمين نبيل
أزمة راغب علامه الأخيرة مع نقابة المهن الموسيقية المصرية لا يمكن فصلها عن المناخ العام الذي تحولت فيه النقابات لهيئات وصاية على الفنانين مش كيانات بتنظم وتحمي حقوقهم..
الحفل الأخير في الساحل الشمالي تحول من لحظة فرح واحتفال إلى ساحة اتهام ومحاسبة كأن الفنان ارتكب جريمة تستوجب الوقف والمنع والمساءلة
الواقعة ببساطة إن راغب علامه قدم عرض ترفيهي ضمن حفل مرخص ومعلن وتم توجيه الاتهام له بسبب ما اعتبرته النقابة خروج عن الآداب العامة
وكل الاتهام ده بدأ لما واحدة من المعجبات طلعت على المسرح وقبلته بشكل عفوي على خده وسط تفاعل الجمهور
وبعيدا عن الجدل الأخلاقي في نقطة قانونية جوهرية بتتجاهلها النقابة وهي إن راغب علامه مش عضو في نقابة الموسيقيين المصريين وبالتالي هو غير خاضع لتحكمها أو قراراتها
الفنان حصل على تصريح من النقابة نفسها لإحياء الحفل واللي بيحصل في الحالة دي إن أي مخالفة مفترضة لا تستدعي الوقف والمنع وإنما توجيه لفت نظر للجهة المنظمة أو الفنان بشكل إداري مهذب ومحترم لكن اللي حصل هو تصعيد فج وحملة إدانة علنية وكأن النقابة نصبت نفسها جهة تحقيق ومحكمة أخلاقية
المفارقة الأكبر إن اللي فعله راغب لا يعد جريمة بينما رد فعل النقابة واتهامها له هو الجريمة بعينها لأنه بيخلط بين التنظيم والتعسف وبين الحفاظ على الذوق العام وفرض الوصاية المشكلة مش في راغب علامه المشكلة في عقلية بتتعامل مع الفن كخطر محتمل ومع الفنان كمتهم جاهز للحساب في أي لحظة
النقابات وجدت لتدافع لا لتدين ولتنظم لا لتمنع
