رحلت رسامة قلبه.. زينات خليل التي أحبها سيد مكاوي من أول لوحة

رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة التشكيلية زينات خليل علي، أرملة الموسيقار الكبير سيد مكاوي، بعد حياة زاخرة بالحب والإخلاص والوفاء، حيث شكّلت مع "شيخ الملحنين" ثنائيًا إنسانيًا وفنيًا نادرًا في وجدان الموسيقى والحياة.

ولدت بينهما قصة حب غير تقليدية، كان مفتاحها الفن، حين أعجبت زينات بألحان سيد مكاوي، فقررت أن ترسمه بريشتها، ولم تكن تعلم أن تلك اللوحة ستكون بداية لعلاقة قدرية ستجمع بينهما للأبد. ووقعت مشاعرها في أسر قلبه، فطلب منها الزواج، ولم تتردد لحظة في القبول.

حياة مليئة بالحب والتفاهم

عاش الزوجان حياة مستقرة دافئة، سادها التفاهم والدعم المتبادل، حيث كانت زينات خليل رفيقة درب حقيقية، وقفت إلى جانب سيد مكاوي في أصعب محطات حياته، وساندته حتى رحيله في عام 1997.

وكانت دومًا تتحدث عنه بمودة خاصة، قائلة إنه كان يضحك دائمًا مهما اشتدت المحن، ويمتلك قلبًا كبيرًا لا يعرف اليأس، وهو ما ساعده على تجاوز كثير من التحديات، سواء في حياته الشخصية أو الفنية.

وداعًا لامرأة ظلت وفية للحب والفن

لم تكن زينات خليل مجرد زوجة لفنان كبير، بل كانت جزءًا من رحلته، وشاهدة على مجده، وحافظة لإرثه بعد وفاته. وبرحيلها، يُطوى فصل آخر من سيرة سيد مكاوي، لكن ذكراها ستظل حاضرة بين كل من عرفوهما، أو أحبوا موسيقاهما ولوحاتهما.

هذا وقد نعت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة الفنان مصطفى كامل، ببالغ الحزن والأسى، الفنانة التشكيلية زينات خليل، أرملة الموسيقار الراحل سيد مكاوي، والتي وافتها المنية خلال الساعات القليلة الماضية.

وجاء في بيان النقابة:لقد كانت السيدة الراحلة سندًا ورفيقة درب لأحد عمالقة فننا العظيم، وكان لها دور بارز في حفظ تراثه ودعم مسيرته الفنية بكل إخلاص ووفاء."

كما تقدمت النقابة وأعضاء مجلس إدارتها بخالص التعازي إلى أسرة الموسيقار الراحل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يُلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان."إنا لله وإنا إليه راجعون."

وكانت أميرة سيد مكاوي، ابنة الفنان الراحل، قد أعلنت نبأ الوفاة عبر منشور على حسابها بموقع "فيسبوك"، جاء فيه:"الحمد لله الذي لا يُحمد سواه، راحت أمي عند ربنا سبحانه وتعالى، إنا لله وإنا إليه راجعون، توفيت إلى رحمة الله تعالى: السيدة زينات خليل علي."

كما كشفت عن موعد الجنازة، حيث أوضحت أن صلاة الجنازة ستُقام يوم الأحد الموافق 14 سبتمبر عقب صلاة الظهر في مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر، على أن يتم الدفن في مقابر العائلة بطريق الفيوم.

رحم الله الفقيدة، وجعل مثواها الجنة، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والثبات.