وزير الثقافة: مهرجان القاهرة السينمائي منصة مهمة للفن والسينما
كتب: نسرين إبراهيم
رحب وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو، في كلمته خلال حفل افتتاح الدورة السادسة والأربعين، بالحاضرين من نجومَ ومبدعي الفن السابع.
وقال : "يتجدد اللقاء بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث نحن اليوم في حضرة كاميرا السينما الساحرة، تلك الكاميرا التي تجعلنا ندخل عوالمَ كثيرة، وتمنحنا القدرة على أن نحيا ألفَ حياة.. هي الساحرة التي تجمعنا وتوحدنا، توثّق وتُبدع مشاهدَ لا ينساها التاريخ".
وأشار هنو "في لحظة فارقة من عمر الزمان، كان العالم على موعد مع قصة صيغت أحداثُها الواقعيةُ باقتدار، حيث كان «توت عنخ آمون» هو البطل، وكان الطفل «حسين عبد الرسول» هو المحرك الرئيس للأحداث، والشرارة التي قادت إلى اكتشاف غيّر وجه التاريخ. ورأى «هوارد كارتر» عبر طاقةٍ من نور ملامحَ الملك الذهبي، وما صنعته أنامل فنان مصري أبدع ونقش وخلّد لحظةً لم تُرصد مشاعرُها رغم توثيقها، لكن أحياها لاحقًا فنُّ السينما؛ ذلك الفن الذي أعاد إلى الخيال حياة، وللتاريخ حضورًا لا يزول".
وأضاف "اليوم، وبعد مئة وثلاثة أعوام، يأتي المتحف المصري الكبير ليعيد لتلك اللحظة مجدَها، وللخيال طاقته، وللحضارة المصرية صوتها. فيقف شاهدًا على عبقرية الإنسان المصري، وعلى قدرته الفريدة في أن يجعل من الحجر روحا، ومن الصورة خلودا. صرحٌ يعيد تعريف معنى الخلود، ويفتح أمام الفن والسينما أفقًا جديدًا للإلهام.
وأثق أن هذا الصرح العظيم سيكون بطلًا لعشرات القصص التي لم تُروَ بعد، قصصٍ ستولد من بين أروقته، وتستمد من عبق تاريخه ضوءها، لتبقى شاهدةً على عبقرية المصري عبر الزمان".
وتابع وزير الثقافة: "ستعيد كاميرا الفن السابع من جديد روايةَ فصول أخرى من ذاكرة الوطن.. فكما أعادت للماضي بريقَه من خلال المتحف الكبير، ستُعيد للحاضر صورتَه المشرقة، تلك التي تجسّدت في شرم الشيخ، حين اجتمع قادةُ العالم بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان السلام هو البطل، والإنسان هو الهدف".
وأشار إلى أن "هناك آلاف القصص الواقعية تستحق أن تُرى وتُروى، وملايين الحكايات الإنسانية تنبض من قلب المعاناة في غزة، ومن رحم الأمل في أفريقيا، ومن الشرق والغرب، حيث تتقاطع المآسي بالأحلام، وتولد من الوجع، والألم، والخوف، والسعادة، والأمل، حكاياتٌ تُعيد للإنسان معناه، وللحياة صوتَها. كلها تتجسد عبر عدسات السينما، ذلك الفن الذي عشنا معه وعاش معنا، فصار مرآةً لروح الأمة وذاكرتِها، وجسرًا يصل بين شعوب الأرض بلغةٍ واحدة، هي لغةُ الجمال والإنسانية".
واختتم هنو كلمته، قائلا: "اليوم، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من قلب التاريخ والحضارة، ندعوكم أن تبحروا في عوالم السينما، أن تُعيدوا اكتشاف الإنسان فينا، وأن تجعلوا من الفن وعدًا جديدًا بالسلام، والحياة، والجمال. فالفن الحقيقي لا يُعرض على شاشةٍ فحسب، بل يُعرض في ضمير الإنسانية كلِّها".
ووعد وزير الثقافة ضيوف المهرجان بنسخة استثنائية من مهرجان مصر السينمائي العريق والمتجدد، مؤكدا أنها ستصبح نسخة تُعلي من شأن «الإنسان»، وتضعه في قلب القضية، من خلال أفلامٍ تحكي عن همومه وأحلامه، وتؤكد دورَ السينما كطريقٍ للحرية والارتقاء الإنساني، وتجسد رسالةَ مصر كمنارةٍ للإبداع والتنوير.
ثم أعلن وزير الثقافة انطلاق الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.


