Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

خالد منتصر يهاجم فيلم "الست": خيانة فادحة والمشاكل معظمها في السيناريو

 كتب:  نسرين إبراهيم
 
خالد منتصر يهاجم فيلم "الست": خيانة فادحة والمشاكل معظمها في السيناريو
فيلم الست
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

فتح الكاتب الدكتور خالد منتصر، النار على فيلم "الست" الذي يعرض حاليا بالسينمات ويتناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم.

 

وقال منتصر، في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنه دخل الفيلم بعد تجريد نفسه من الجدل المسبق، مشيرًا إلى أن البداية كانت مبشرة بصريًا وموسيقيًا، لكنها سرعان ما انهارت بسبب ضعف السيناريو، وضبابية الرؤية الفنية، والاستسهال التاريخي، وتشويه الفلسفة الحقيقية لتناول سيرة المبدعين.

 

وقال: "أعب شئ أن تدخل فيلماً دار حوله جدل ولغط ودفاع مستميت هجوم حاد قبل أن تشاهده،  لذلك تأخرت بعض الشئ في دخول السينما للفرجة عليه، حتى أعطي نفسي هدنة واستراحة من  هذا الاستقطاب، وجردت نفسي تماماً من الآراء المسبقة، لدرجة أنني في العشر دقائق الأولى من الفيلم همست لصديقي، البداية مشجعة، وقد كانت فعلاً الدقائق الأولى التي تتناول حفل الأولمبيا، مع سقوطها على المسرح، مع المونتاج السريع، وحتى مشهد غنائها في الفرح تحت العواصف والأمطار بدون جمهور، ومقاومتها وتحديها، وفي الخلفية أجمل" ياحبيبي" في الغناء العربي من ألف ليلة وليلة لبليغ، كل تلك العناصر ساهمت في مسح شريط الهجوم، وتخفيف درجة التأثر بذلك الاستقطاب،  لكن بعد تلك البداية بدأت تفاصيل المشكلة في الظهور والوضوح رويداً رويداً".

 

وأضاف: "وللأسف معظمها في السيناريو، في العضم كما يقولون، خليط من ضبابية الرؤية الفنية، وعدم فهم معنى وفلسفة الفن وخاصة تناول سير المبدعين، وأيضاً الاستسهال التاريخيّ، وعدم اتقان الصنعة والشغلانة، التي لها أسطوات، فالسيناريست الجيد ليس بالضرورة نيتشه أو كانط، لكن عنده أعلى قدر من الحرفية، والحد المتوسط من الرؤية الثقافية والاحساس الاجتماعي والفلسفي وعمق النفاذ للنفس الإنسانية".

 

وأكد أن الفيلم أخطأ في تقديم أم كلثوم كـ"كاريكاتير" لا كإنسانة مركبة، مسلطًا الضوء على تفاصيل لا تصنع أسطورة، مثل تصويرها بالبخل والبرود العاطفي والسادية، وهو ما لا يتسق - حسب وصفه - مع عبقرية فنية بحجم كوكب الشرق.

 

وتابع:  من حق الكاتب بل من واجبه الفني أن يتناول أم كلثوم كإنسانة، لكن السؤال المهم هل خدم ما اختاره صناع الفيلم من زوايا فهم عبقرية أم كلثوم ؟!، الإجابة لا: سلط الفيلم الضوء على أشياء ليست لها أي بصمة على صناعة وطبخ شخصية أم كلثوم الفنانة النجمة العبقرية، فنحن لا نتناول شخصية عادية، نحن نناقش أسطورة فنية، ولابد أن نجيب ويجيبني الفيلم، كيف؟، فأنا لست في جلسة نميمة عند كوافير، أثرثر قتلاً للوقت، أنا أتناول شخصية أثرت في العالم كله بفنها".

 

واستطرد: "مثلاً البخل الذي عرضته حتى ولو صحيح لم يصنع الأسطورة، وقد عرض بشكل فج وكأنها شيلوك في مسرحية تاجر البندقية، فهي ظهرت جلياطه متعطشة للمال بشكل لا يصنع أي نجومية ، وإذا كان صناع الفيلم  يقولون هناك مصادر، فدورك ككاتب هو فلترة تلك المصادر، فهم ليسوا ملائكة وأم كلثوم هي الشيطان".

 

كما هاجم اللهجة المستخدمة في أداء منى زكي، معتبرًا أن "الفلاحة" ليست عوجة لسان وإنما هي قوة عقل وروح، منتقدًا تغييب أسماء مفصلية مثل بليغ حمدي وعبالوهاب والسنباطي وأبو العلا محمد.

 

واستكمل: " أما اللهجة الغريبة العجيبة التي تنتمي لمسلسل تحت الوصاية والتي تتحدث بها الفنانة منى زكي في الفيلم، والتي لا أعرف ما هو مصدرهم ومرجعهم فيها، ولماذا أصروا عليها؟؟!، فالفلاحة التي سكنت ثومة لم تكن لهجة، فهذه سذاجة في الطرح والتناول، ومسؤوليتها هنا على المخرج الذي كان يوجهها، الفلاحة هي الجدعنة والتحدي والعزيمة التي بداخلها"

 

وانتقد منتصر بشدة الأخطاء الطبية والتاريخية، معتبرًا قصة مرض أم كلثوم وعلاقتها بالدكتور حسن الحفناوي "كارثة علمية ودرامية"، إلى جانب مغالطات جسيمة حول شخصيات تاريخية وأحداث مفصلية.

 

وتابع: "موسيقى الفيلم صاخبة ومزعجة خاصة أنها مع فيلم يتحدث عن أهم قامة موسيقية في مصر، ليست فيها روح أم كلثوم ولا الشرق أصلاً ، فقط قارنها بموسيقى عمار وخالد الكمار في المسلسل والمسرحية، لن أتحدث عن سجاير ولا عدم الشبه ولا اللغط ده كله، ولا كلام عن خيانة ولا مؤامرة".

فإن كانت هناك  خيانة، فالخيانة فنية، وهي خيانة فادحة لبديهيات إبداع خاصة مع كل هذا السخاء والصرف الانتاجي والنجوم المحشودة والتسويق العظيم، فأن يخرج علينا الفيلم بهذا الشكل فتلك صدمة وفرصة ضائعة ورهان خاسر وحزن عميق على سينما كانت وقوة ناعمة تتسرب وتعافر في مناخ أفسده المال فتاهت الحقيقة وانتصر التريند".