«ليس اعتداءً».. عمار على حسن يستعين بـ«اللص والشاطر والذكي» لتفسير مسألة «ضرب الزوجة»
كتب: عرفة محمد أحمد
خلال الأيام الماضية، استضاف الإعلامي عمرو أديب إسلام بحيري، في مداخلة هاتفية للحديث حول رأيه في مشروع قانون تغليظ «عقوبة ضرب الزوجات»، وتعليق الأزهر الشريف المتعلق بتأييد ضرب الزوج لزوجته بضوابط وشروط.
وقال «أديب» خلال تقديمه برنامج «الحكاية» المُذاع عبر فضائية «mbc مصر» إن ما سيقوله شيخ الأزهر في تلك السلف هو ما سيحدث ويأخذ به وليس برأي أحد أو قول الدستور، مشيرا إلى أن ذلك ما سيحدث وهو أمر واقع.
وأكد إسلام بحيري، أنه «مع كامل الاحترام والتقدير لشيخ الأزهر رأيه غلط والدستور عندنا أهم من أي شيء، إحنا حاربنا الأعداء من الإخوان عشان نوصل لدولة مدنية».
وادعى إسلام بحيري أن كلام شيخ الأزهر عن ضرب الزوجة الناشز بشروط «خطأ وضد الدستور» على حد زعمه، الأمر الذي أثار انتقادات شديدة لـ«بحيري».
ودخل عمار على حسن، الكاتب والمفكر السياسي، على خط الأزمة المتعلقة بضرب الزوجة.
وكتب منشورًا على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»: «تثار الآن مسألة ضرب الزوجة، ونسمع ونقرأ أخذا وردا بين مختصين في الفقه والتفسير وقادة عمل نسائي، وفي هذا أتساءل: لماذا لا ينظر أزهريون إلى منهج تفسير ألفاظ القرآن بالقرآن نفسه، وهنا يكون لفظ "الضرب" ليس الاعتداء بيد أو عصا إنما مباعدة ومفاصلة».
وتابع: «ومثال لهذا قول الله لموسى "فاضرب لهم طريقا" وقوله "وآخرون يضربون في الأرض" وقوله "فضرب بينهم بسور له باب". وحتى ذكر القرآن لضرب الأعناق، يعني في واقعه فصل الرأس عن الجسد، أي لا يبعد عن المفاصلة. وكان العرب يسمون الخيام "مضارب"، ومعروف أن الخيمة لا تلتصق تماما بأختها، إنما بينها فصل، من أرض وخلاء».
واستكمل: «إن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وألفاظه خصت ما كان يجري على ألسنتهم وقت النزول. واللغة كائن حي يتغير، ولذا يختلف اللفظ أو المصطلح في المعجم أحيانا عن معناه المتداول، وهذا يتغير بمرور الأيام. وأسوق دليلا بسيطا هنا وهو أن لفظ "شاطر" كان يقصد به في العصر المملوكي مثلا "اللص" وصار الآن في أيامنا "الذكي النجيب". ويمكن على هذا المنوال أن أسوق عشرات بل مئات الألفاظ».
وأردف: «لا أريد هنا أن أدخل في جدل حول مرونة التشريعات، وخضوعها للمصلحة العامة، كما قال الإمام الطوفي، ولا أن أذهب إلى ما وصل إليه البشر من تطور في الحقوق والواجبات، حول الأسرة والدولة وغيرهما، وهذا ضروري. لكن أكتفي، على طريق المحاججة، بأن أطلب من الأزهريين أن ينظروا إلى المسألة بالطريقة التي سقتها. فإذا كانت الدساتير لا تُقرأ مجتزئة إنما تفسر كل مادة فيها في ضوء الدستور كله، فمن باب أولى أن ننظر في هذا المنهج مع القرآن، وهو على كل حال، كتاب هداية بالأساس».