Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بعد بيانهم المسرب.. جماعة الإخوان.. تاريخ من الكذب وتشويه الحقائق

 كتب:  أحمد حسني
 
بعد بيانهم المسرب.. جماعة الإخوان.. تاريخ من الكذب وتشويه الحقائق
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

بدأت جماعة «الإخوان المسلمون» المصنفة بالإرهابية في مصر والكثير من الدول بمحاولة الالتفاف والقفز من المركب الهالك، عن طريق تسريب بيان لها يشير إلى رفضها للعنف، وانتهاج حل سياسي للخروج من الأزمة التي وضعوا أنفسهم فيها.

تأمل جبهة إبراهيم منير المرشد الفعلي لجماعة الإخوان المسلمون في احتواء الجماعة ضمن برنامج الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، وهو ما أعلنوه صراحة في بيانهم «المُسرب».

أعلنت الجماعة أن طريقها للمصالحة الوطنية عبر تجاوز الصراع على السلطة، وكأنهم أحد أركان المشهد السياسي في مصر.

وقالت في بيانها: السياسـة عنـد الإخـوان كانـت دائمـا أوسـع بكثيـر مـن العمـل الحزبـي، ومـن التنافس على السلطة.

وزعم البيان أن ممارسـة الإخـوان منـذ تأسيسها تضمنـت خيـارات ومسارات ومستويات متنوعـة، تبـدأ مـن مخاطبـة الـرأي العـام وتوعيتـه، وتوجيـه النصـح للحكومـة أو معارضتهـا.

لم يرض هذا البيان الجبهتين الأخريين، جبهة محمود حسين الذي يأمل في إزاحة إبراهيم منير من المشهد السياسي وأن يحل محله هو والمتحالفون من الجماعة معه، وجبهة الكماليون المسماة نسبة لمحمود كمال الذي توفي في أحداث 30 يونيو.

زعم البيان كذبًا أن الصراع على السلطة ليس في مخطط الجماعة منذ إنشائها، وأنهم دائما ما يتجنبون هذا الصراع بشكل أو بآخر.

ولكن الحقيقة أن الجماعة دأبها دائمًا الحصول على السلطة بأي شكل، سواء مشروع أو غير مشروع.

بدأ وهج الصراع على السلطة، والحصول على كل ما تطوله أيديهم يظهر للجميع منذ ما سُمى «بالربيع العربي»، الذي أصبح خريفًا على الجماعة الظالم أهلها. ظهر هذا واضحًا جليًا في تونس، ومصر وليبيا وسوريا والسودان.

احتمت الجماعة وقتها بدول دعمتها بشكل كبير إلى أن تخلت تلك الدول عنها، وفقًا لمصالحها الشخصية، وبعد أن ثبت لديها بالدليل القاطع أن الجماعة لا عزيز لها، وأنهم تحالفوا مع أحزاب منافسة للحزب الحاكم في البلاد التي وطئوها.

ولجماعة الإخوان تاريخ طويل من خيانة العهود والاتفاقات أينما وجدوا المصلحة مع الأطراف الأخرى، ففي مصر وضعوا أيديهم في يد النظام بقيادة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في الوقت الذي وضعوا أيديهم في يد المعارضة، ليضمنوا مكانًا لهم على المائدتين. فإن فشلت المعارضة، فهم إلى جانب السلطة، وإن سقطت السلطة فهم كانوا مع المعارضة.

ظهر هذا واضحًا في ثورة 25 يناير، حينما رفضت الجماعة النزول إلى الشارع في بادئ الأمر، وقالوا إنهم لن يشاركوا، لكنهم لن يمنعوا شبابهم من المشاركة، في محاولة لإمساك العصا من المنتصف، وحينما أدركت الجماعة سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، نزلوا إلى الميادين والشوارع ليهتفوا باسم الثورة، ينشرون كذبًا في الوعي الجمعي أنهم حماة الميدان في أحداث «معركة الجمل».

أكل المصريون الطعم في البداية، لكن لأن الكذب عمره قصير، تكشفت حقيقة الجماعة سريعًا بعد لهثهم المبالغ فيه على السلطة، من خلال السيطرة على البرلمان بغرفتيه- الشعب والشورى- مرورًا بادعاهم عدم الاستعداد لترشيح أحد أفراد الجماعة لمنصب الرئيس وصولًا إلى الاقتتال على إنجاح مرشحهم في الانتخابات الرئاسية.

أما في سوريا انقلبت الجماعة على النظام السوري بقيادة بشار الأسد، بعد أن كانت سوريا وبشار على أحسن ما يرام مع الجماعة وظلها في غزة المتمثل في حركة حماس.

فبعد أن كانت سوريا خير مأوى لحركة حماس، وللفارين من الجماعة، أصبحت خير مغنم بعد أن ظنوا أن الأمور دانت لهم، فبدأت اللعنات في النظام السوري ولبشار على وجه الخصوص.

وما أن شعروا بأن أمورهم أصبحت تحت السيطرة في مصر، وأنهم حصلوا على أهم كعكة في الشرق الأوسط، إذا بالسحر ينقلب على الساحر، ويلفظهم الشعب.

أما في تونس فكانوا أول من أظهروا عدم رغبتهم في الوصول إلى السلطة، حتى ظن البعض أن إخوان تونس أذكى وأكثر تعلمًا، ولكنهم كانوا في انتظار اللحظة المناسبة ليعتلوا فيها سدة الحكم ولكن من خلال «برفان»، فوضعوا الدكتور منصف المرزوقي على فوهة المدفع، حتى حانت اللحظة الحاسمة واستقطبوا البرلمان بشكل كبير، ومن ثم سعوا إلى تشكيل الحكومة على رغبتهم لتحقيق أهداف الجماعة في تونس، وأخونة كل المؤسسات.

استطاعت الجماعة في ليبيا أن تُظهر أنها الفريق الأهم والأبرز على الساحة الليبية، ولكن سرعان ما بدأت الأمور تتكشف للجميع، ليعرفوا أنهم أمام صنم صنع من «العجوة»، وكالعادة يتم لفظهم من المشهد الليبي برمته.

انقسمت الجماعة على نفسها، بعد أن تأكد لأعضائها أنهم مجرد أدوات في يد القائمين على الجماعة، يحركونهم أينما كانت مصلحتهم الشخصية.

أما على الصعيد الفلسطيني، بدأت حركة حماس تعي الدرس جيدًا، وتتنصل من الجماعة ومن قراراتها، وتنتهج طريقها الخاص نحو مصلحتها، فبعد أن كالت الاتهامات لسوريا وبشار الأسد، إذ بها تعرض الصلح على النظام السوري، وتحاول بكل السبل الوصول إلى صيغة لتطبيع العلاقات مرة أخرى.

توسطت روسيا لإعادة العلاقات، وتدخل حزب الله بقيادة الأمين العام للحزب حسن نصرالله، للتفاوض وإيجاد صيغة لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، واعتبار حركة حماس مجرد حركة مقاومة فلسطينية تحقق أهداف المقاومة.

وافقت سوريا بعد جولات عديدة من المفاوضات، ولكنها استوعبت الدرس جيدًا، وتأكدت أن الحركة والجماعة لا يحكمها سوى مصلحتها الشخصية فقط دون النظر لمصلحة الدول العربية أو العالم الإسلامي، على اعتبار زعمها بأنها تخدم الإسلام في كل مكان.