بعد المصالحة مع سوريا.. حماس تتبرأ من جماعة الإخوان وترفع شعار «مصلحتي أولًا»
كتب: أحمد حسني
التقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء مع وفد من حركة حماس، بعد قطيعة دامت لأكثر من عشرة سنوات على خلفية الاحتجاجات السورية التي شهدتها البلاد.
اتخذت وقتها حركة حماس صف المعارضة السورية المسلحة، وألقت بكل أوراقها معها، وكأنها ضمنت وصول المعارضة المسلحة إلى السلطة.
لكن مع مرور الأيام تأكد للحركة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، أن نظام بشار الأسد باقٍ مهما حدث في سوريا، خصوصًا مع الدعم غير المحدود من روسيا لبشار الأسد.
مواضيع ذات صلة: بعد بيانهم المسرب.. جماعة الإخوان.. تاريخ من الكذب وتشويه الحقائق
بعد قطيعة استمرت 11 عامًا.. وفد من حركة «حماس» يزور سوريا في الشهر الجاري
أردوغان: أتمنى لقاء الرئيس السوري بشار الأسد
المصالح فوق الأيديولوجيا.. «حماس» تنقلب على «الإخوان» عبر بوابات موسكو
طلبت الحركة من روسيا إيجاد صيغة تفاهم بينها وبين سوريا، والتدخل لرأب الصدع وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه، وهو بالفعل ما قامت به روسيا، فسعت للتفاوض من أجل إتمام المصالحة، وإعادة العلاقات السورية الحمساوية.
فمع تأكيد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية بأن لقاء الفصائل الفلسطينية بالرئيس السوري بشار الأسد يمثل انطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني السوري المشترك، إلى وصفه اللقاء بالتاريخي، يؤكد أن الحركة تنفست الصعداء بهذا اللقاء لخروجها من عزلة شديدة كادت تخنقها، بعد الحصار الإسرائيلي الشديد المفروض على القطاع، وعدم دعم روسيا وإيران للحركة بالشكل الذي كانت عليه عندما كانت في حضن النظام السوري.
دعم الرئيس السوري حركة حماس في السابق بشكل غير محدود، وكانت له مواقف عديدة جعلت الحركة في أوجها، وهو ما أكده عضو المكتب السياسي في الحركة، إذ قال نصًا: «سوريا قدمت للشعب الفلسطيني ما لم تقدمه دولة أخرى».
وكعادة الجماعات الإسلامية؛ فإنها لا تأبه لأي شيء سوى مصلحتها، فنسيت أو تناست كل ما قدمته الشعوب العربية وخصوصًا مصر للقضية الفلسطينية، في سبيل إرضاء الرئيس بشار الأسد.
على الجانب الآخر من المشهد قال عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية، جملة تشير بشكل كبير لموقف جماعة الإخوان المسلمين من هذه المصالحة، الجماعة التي اهتزت صورتها في العالمين العربي والإسلامي بشكل أكد وفاتها إكلينيكيًا.
قال الحية: «حماس اتخذت لوحدها قرار استعادة العلاقة مع سوريا»، وهو ما يشير إلى أن حركة حماس تتبرأ من تصرفات الجماعة بشكل كبير، أو يشير بطريقة أخرى إلى أن الجماعة غير راضية عن هذه المصالحة.
المتتبع للمشهد الإخواني المثير للشفقة يجد أن الجماعة اتبعت تكتيكًا مختلفًا هذه المرة، وهو «اللي عاوز يعمل حاجة يعملها».
وتصريحات العضو بالمكتب السياسي تدل على ذلك، بالإضافة إلى البيان الإخواني الذي صدر عن الجماعة منذ أيام، يطلب الانخراط والعودة مرة أخرى للمشهد السياسي في مصر، وهو البيان الذي رفضت جبهتي محمود حسين والكماليون العمل به أو تأيده بأي شكل من الأشكال.
بالعودة إلى المشهد في سوريا نجد أن كلا الطرفين أرادا عودة العلاقات مرة أخرى، فمن ناحية حركة حماس فقد لهثت كثيرًا في سبيل هذا اللقاء، وذلك لتضمن بقاء الإمدادت السورية الروسية الإيرانية سواء المادية أو التسليحية لمواجهة جيش الاحتلال، ولضمان بقاء الحركة في حكم منطقة غزة.
أما الجانب السوري فيريد إعادة العلاقات من أجل كسب حليف جديد في المنطقة يتكئ عليه في تحييد جانب من المعارضة السورية المسلحة، لكن هذه المرة بحذر شديد، بعدما تعلم من الدرس السابق للحركة عندما كانت تبايعه بالروح والدم ثم فجأة تخلت عنه في الوقت الذي شعرت فيه بقوتها بعدما وصلت للحكم في مصر وتونس، وأثارت القلاقل في ليبيا.
وفي موقف الضعف قال الحية: «حركة حماس تعود لسوريا بقرار واضح وبقناعة وبإجماع وبصف موحد وبتفهم من محبي حماس، جئنا وكلنا قناعة بصوابية هذا المسار لتفادي الماضي للمستقبل».