«صناعة في خطر».. هؤلاء يتحدثون لـ«العاصمة» عن أزمات النشر قبل «معرض الكتاب»
كتب: عرفة محمد أحمد
مع اقتراب معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يعد موسمًا سنويًا يشهد انتعاشةً في بيع الإصدارات الجديدة، ظهرت بقوةٍ الأزمة الخاصة بالارتفاع الجنوني في أسعار الورق، لتصير هي الأعلى في القطاع؛ لدرجة وصول سعر الطن المستورد إلى ما يقرب من 52 ألف جنيه، بينما تجاوز سعر طن الورق المحلي الـ28 ألف جنيه، في وقتٍ تعتمد فيه صناعة الورق على مدخلاتٍ بنسبة 100 % تأتي من الخارج.
هذه الأزمة وقفت وراء ظهورها الأحداث العالمية وأهمها: جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن ارتفاع سعر الدولار، وتراجع الإنتاج العالمي من الورق، أزمات متلاحقة ضربت الصناعة، ودفعت 35 % من العاملين في صناعة النشر لترك المهنة، وفقًا لتصريحات سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين.
اقرأ أيضًا:
وتحدث ناشرون لـ«العاصمة» عن أزمة ارتفاع أسعار الورق، والمخاطر والأزمات التي تواجه صناعة النشر خاصة مع اقتراب معرض الكتاب:
حسين عثمان لـ«العاصمة»: صناعة النشر تحتاج إلى دعمٍ مباشرٍ من جهات الدولة
وقال الناشر حسين عثمان، مدير دار «ريشة» للنشر والتوزيع، إنَّ أزمة صناعة النشر موجودة أصلًا من قبل ارتفاع أسعار الورق والأحبار، والمشكلة أنَّ أغلب الأنواع الجيدة من الورق أو الأحبار «مستوردة» أصلًا، ما يضع حملًا كبيرًا على أطراف صناعة النشر.
يوسف ناصف لـ«العاصمة»: زيادة أسعار الورق أثرت بشكل كبير على «صناعة النشر»
بدوره، قال الناشر يوسف ناصف، مدير دار «المصري للنشر والتوزيع»، إنَّ كل دور النشر التي تُشبهنا تستخدم الورق المستورد والمعروف باسم «البالك»، موضحًا أن زيادة أسعار الورق أثرت بشكلٍ كبيرٍ على الصناعة، وتسببت في تقليل طباعة الإصدارات الجديد.
وأضاف «ناصف» في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«العاصمة»، أنَّ زيادة الأسعار لم تصل إلى الورق فقط، ولكن بطبيعة الحال وصلت إلى مستلزمات الطباعة مثل «الأحبار»، حتى التحضيرات الخاصة بالكتب مثل التدقيق اللغوي والتجهيزات زادت أسعارها، ما يؤثر بالطبع على الإنتاج.
وتابع: «بطبيعة الحال كلنا هنقلل الشغل، لأن تكلفة الطباعة عالية جدًا»، مضيفًا أنَّ القارئ سيرى في معرض الكتاب أسعارًا أعلى بكثير من المعرض الماضي، وهذا الأمر «غصبًا عننا»، خاصة أن أسعار الإيجارات زادت عن العام الماضي بصورةٍ كبيرةٍ أيضًا.
وكشف «ناصف» عن أنَّ الناشرين تحدثوا مع سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، بشأن الأزمة، لكن الفكرة أنَّ الاتحاد ليس في يده شيء، خاصة أن مستلزمات الطباعة أغلبها تأتي من الخارج، وحتى الآن لا يوجد أي تجاوب.
النشر المدفوع لا علاقة له بزيادة أسعار الورق
وبشأن «النشر المدفوع» ودور النشر التي تحصل على أموال في مقابل نشر أعمال للكُتَّاب، أوضح «ناصف» أن هذا الأمر موجود دائمًا وليس له علاقة بزيادة أسعار الأوراق ومستلزمات الطباعة الآن، كاشفًا عن أنه ليس ضد هذا الأمر، ولكن المطلوب أن يتم باحترافية: «مش كل مَنْ هب ودب يفتح دار نشر ويحصل على فلوس من الناس لنشر إصداراتهم».
ونوه بأنَّ هناك إسهالًا في إجراءات تأسيس دور النشر، موضحًا أن هذا الأمر قد يكون له أثرٌ سلبي على المدى البعيد؛ نظر لأن المجال يتسرب إليه أشخاص لا يدركون معنى صناعة النشر، الأمر الذي يسبب مشكلاتٍ وحرجًا للناشرين القدامى.
وطالب «ناصف» بضرورة وجود شروط معينة لا بدَّ أن تتوفر في الشخص الذي يريد دخول مجال النشر، ولكن عمومًا الناشر الجيد هو الذي سيستمر.