إيران المضطربة تبدّل استراتيجيتها على حدودها الشمالية
كتب: أميرة ناصر
يبدو أن المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها إيران على نهر آراس فضلاً عن جهودها الديبلوماسية، في أرمينيا، تتعلق بقضايا أبعد من حرب ناغورنو-قره باخ.
ويقول الباحث ألكسندر ناتشمان الحاصل على درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة أوكسفورد في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية
تدريبات الحرث الثوري على نهر آراس
علق قائلاً: أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لأرمينيا لمدة ثلاثة أيام والتدريبات التي أجراها «الحرس الثوري لمدة ثلاثة أيام على نهر آراس»، تمثل تحولاً في استراتيجية إيران حيال حدودها الشمالية الغربية. وعلى رغم الأهمية التي تكتسبها في حد ذاتها، فهي لا تعكس فقط مقاربتها حيال حدودها الشمالية بعد حرب ناغورنو-قره باخ، وإنما أيضاً جهود لمقاومة التدخل الأجنبي وما تصفه بالحركات الانفصالية داخل حدودها ولدى جيرانها.
وفي الوقت الذي حافظت إيران على سياسة رسمية من الحياد في مواجهة أرمينيا وأذربيجان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، فإن تدخل تركيا إلى جانب أذربيجان في حرب ناغورنو-قره باخ، التي انتهت عام 2020، دفع إيران إلى تقديم دعم أكبر لأرمينيا.
مناورات على الحدود الأرمينية
إن مصلحة إيران هنا ذات شقين. الأول، أن لدى إيران مصلحة وجودية في الحفاظ على سلامة حدود جيرانها، التي تغيرت خلال أوقات مختلفة من تاريخها، خصوصاً في الشمال، بحيث كانت أرمينيا وأذربيجان ذات مرة جزءاً من إيران. والشق الثاني، هو أن الحفاظ على أمن الحدود يخفف من التدخل الأجنبي ومقاومة الانفصاليين. لكن تجدد العنف بين أرمينيا وأذربيجان في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر(تشرين الأول) من هذا العام، تداخل مع الاحتجاجات الواسعة في إيران، وكذلك مع النزاعات المسلحة في كردستان، حيث تعزوهما طهران، إلى التدخل الأجنبي وتمرد الانفصاليين.
في 22 أكتوبر، أنهى الحرس الثوري مناورات على نهر آراس، وتوج عبد اللهيان زيارته لأرمينيا بفتح قنصلية في كابان. وخلال زيارته، ناقش الوزير الإيراني مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الحاجة إلى الحفاظ وتعزيز الممر بين الجنوب والشمال، الذي سيشكل طريقاً بين الخليج والبحر الأسود عبر أرمينيا وجورجيا، كذلك أكد على أن طهران ضد أي تغيير في حدود المنطقة.