الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة الأمريكية تشتعل بين الأحزاب
كتب: بسمة فرج
أصبحت صناديق الاقتراع بها حاله من الحرب، فمنذ الثامن من نوفمبر الجاري بدأت الانتخابات النصفية في أمريكا، بجانب أنتخابات تشريعية ومحلية يتم إجرائها كل أربع أعوام بالتناوب مع الانتخابات الرئاسية.
الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة الأمريكية تشتعل بين الأحزاب
حيث يتمتع حزب المعسكر الديمقراطي حزب الرئيس جو بايدن بالأغلبية في مجلس النواب وأغلبية أصغر في مجلس الشيوخ، وهو بالتالي في موقف دفاعي أمام الحزب الجمهوري الذي يسعى لرؤية "المد الأحمر" يجتاح واشنطن، وستحدد نتائج هذه الانتخابات المناخ السياسي الذي سيخيم في البلاد على مدار العامين المقبلين.
المقاعد في مجلس الشيوخ:
من بين 100 مقعد في مجلس الشيوخ، يُطرح في السباق هذا العام 35 مقعدا (12 للديمقراطيين و23 للجمهوريين) وذلك لعهدة مدتها ست سنوات. وكان الديمقراطيون قد فازوا في 2020 بالأغلبية. حاليا، هناك 50 مقعدا جمهوريا و48 مقعدا ديمقراطيا إلى جانب مقعدين مستقلين يصوتون مع الديمقراطيين. ويتيح الصوت الفاصل لنائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس حاليا للحزب الرئاسي السيطرة على مجلس الشيوخ، و ولاستعادة السلطة، لا يحتاج الجمهوريون سوى لمقعد واحد فقط.
يصوت بعض الأمريكيين في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني أيضا على حكام ولاياتهم، ويتعلق الأمر هذا العام بـ 36 مقعدا من أصل 50. وتمثل هذه الانتخابات النصفية فرصة لانتخاب وزراء الدولة المحليين والمدعين العامين والمجالس المحلية. إلى جانب ذلك، تنظم انتخابات محلية أخرى على مستوى المحافظات.
من هو المشرح للفوز؟
أظهرت آخر استطلاعات الرأي أن كفة الفوز ترجح لصالح الجمهوريين، الذين هم في طريقهم لاستعادة السيطرة على مجلس النواب. ويبدو أن خمسة مقاعد هي في متناولهم لوجود 45 سباقا سيكون التنافس عليها على أشده، حسب نشرة Cook السياسية الإخبارية. يضاف إلى ذلك أن الجمهوريين يستفيدون نوعا ما من ميزة هيكلية بعد أن تم إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية التي تم إجراؤها استنادا إلى إحصاء 2020، أما بالنسبة لمجلس الشيوخ، فإن المعركة محتدمة جدا وقد يتواصل التشويق حتى آخر لحظة في بعض الولايات المفصلية، حيث تكون انطلاقة الحزب الرئاسي محتشمة، حيث إن الانتخابات النصفية هي نوع من الاستفتاء على رئيس البلاد. ومنذ هاري ترومان (1945/1953)، خسر رؤساء الولايات المتحدة في المتوسط أكثر من 29 مقعدا في مجلس النواب خلال الانتخابات النصفية، كما أن الرئيس جو بايدن يعاني من تراجع شعبيته.
ونتيجة لذلك فمن المنطقي أن يسترجع الجمهوريون السيطرة على المجلسين، وعلى الرغم من ذلك يعتقد الديمقراطيون أن قرار إلغاء المحكمة العليا لقانون الإجهاض الفيدرالي في يونيو/حزيران، سيتيح لهم الإفلات من اللعنة التاريخية لمواجهة الحزب الحاكم صفعة في انتخابات التجديد النصفي. كما يمنحهم تواجد دونالد ترامب في الحملة وذكرى اقتحام الكابيتول الأمل بإبقاء الناخبين المستقلين في صفهم. رهانهم: إطلاق حملة للدفاع عن الحقوق المتعلقة بالإنجاب والتحذير من التهديدات التي تتربص بالديمقراطية الأمريكية، و شجعتهم على ذلك توقعات استطلاعات الرأي التي كشفت عن خسارة أقل من المتوقع في مجلس النواب، والمحافظة على الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ.
فى حالة الخسارة السيناريو المتوقع :
في حال خسر أغلبيته في أحد المجلسين، سيكون مآل معظم الإصلاحات التي كان الرئيس الأمريكي يسعى إلى تنفيذها خلال النصف الثاني من عهدته الفشل وعليه، لن ينجح الديمقراطيون في إقرار نص يجيز الإجهاض على المستوى الفيدرالي، أو بذل جهود إضافية في مجال مكافحة أزمة المناخ حتى إن مسألة دعم أوكرانيا ستطرح على طاولة النقاش مرة أخرى ، كما يمكن أن يتم تجميد التسميات في المناصب التي قررها جو بايدن عبر مختلف محاكم العدل وخصوصا الترشيح المحتمل بالمحكمة العليا مثلا في حالة وفاة أحد الأعضاء الحاليين، من قبل الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ، وعلى النقيض، سيكون في متناول الجمهوريين بفضل الأغلبية في مجلس النواب، إنهاء بعض التحقيقات البرلمانية مثل تحقيقات لجنة هجوم السادس يناير/كانون الثاني، وفي المقابل، فتح تحقيقات أخرى على سبيل المثال حول مسألة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أو قضية نجل جو بايدن. وذهب بعض المسؤولين المنتخبين إلى حد التلميح بأنهم قد يباشرون إجراءات عزل الرئيس.
شرعية الانتخابات الرئاسية :
شكك أغلب المرشحين الجمهوريين هذا العام في شرعية الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020. ويمكن أن يعارض بعضهم مجددا نتيجة التصويت في حال خسروا المعركة الانتخابية، ما قد يتسبب بأعمال عنف.
من جهة أخرى، قد يتم انتخاب بعضهم في مناصب حاسمة في الانتخابات المقبلة، مثل منصب الحاكم أو سكرتير الدولة المحلي المسؤول عن الانتخابات ويتخوف اليسار من رفض الجمهوريين الموجودين في السلطة انتصار الطرف المعارض في انتخابات 2024، حتى إذا طالب الأمر عدم احترام القواعد الديمقراطية، استغرق الكشف عن نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020 وإعلان جو بايدن رئيسا منتخبا عدة أيام بسبب عملية فرز الأصوات للمنتخبين عبر البريد وخلال انتخابات هذا العام في ولايتي بنسلفانيا وويسكنسن الرئيسيتين، لم يتم بعد ترخيص عد الأصوات للمنتخبين عبر البريد قبل يوم التصويت ما يعني أنه من المتوقع أن يتم مجددا تأخير الإعلان عن النتائج. كما من المرجح أن يتصدر المرشحون الجمهوريون صدارة السباق في بداية المساء، قبل أن يتقلص الفارق مع منافسيهم الديمقراطيين لاحقا فعادة ما يفضل الناخبون الديمقراطيون طريقة التصويت عن طريق البريد.