حلم النووي يقترب.. آخر تطورات الانتهاء من محطة الضبعة
كتب: حسين هريدي
تسابق الحكومة المصرية الزمن في تحقيق الحلم المصري بالدخول الي النادي النووي العالمي السلمي حيث بدأت اليوم السبت، أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية بالمحطة النووية بالضبعة اي بعد مرور4 أشهر على بدأ أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى لمحطة الضبعة النووية في 21يوليو 2022
وتأتى هذه الفعالية الهندسية بعد صدور إذن الإنشاء للوحدة النووية الثانية بمشروع المحطة النووية بالضبعة من "هيئة الرقابة النووية والاشعاعية المصرية" في 31 أكتوبر 2022 .
وتمثل هذه الخطوة علامة مضيئة في طريق تنفيذ البرنامج النووي المصرى وإنشاء المحطة النووية المصرية بموقع الضبعة مع الشركاء والأصدقاء من الجانب الروسى ممثلاً في شركة روزآتوم الحكومية وشركة أتوم ستورى إكسبورت.
وقال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، إن الفريق المصري الروسي يُظهر أعلى مستويات التميز المهني ويحقق الإنجازات الرئيسية لمشروع محطة الضبعة النووية قبل الموعد المحدد بوقت طويل، وإنه لمن محاسن الصدف أن تتزامن الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة النووية ذلك الحدث الهام مع عيد الثاني للطاقة النووية في مصر وتاريخ توقيع الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الاتحادية والتي تعتبر القوة الدافعة لمشروع المحطة النووية بالضبعة".
وتأكيداً على أهمية الحدث، صرح الدكتور أليكسي ليخاتشوف بأن: "مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يتم العمل عليه بشكل مشترك من قبل الفريقين الروسي والمصري، لن يكون له تأثير هام في مصر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل سيسهم أيضًا في انتقال مصر التدريجي إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون، مما يخلق أساس قوي لتنمية موثوقة ومستدامة في مصر لعقود قادمة، مهنئاً زملائنا وشركائنا المصريين على تحقيق هذا الإنجاز الهام وقال ايضا ان قوتنا فى وحدتنا".
ومن جانبه أكد الدكتور أمجد الوكيل - رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء " لقد اجتمعنا سويا بالامس القريب وتحديدا في 20 يوليو من هذا العام لنشهد معا الصبة الخرسانية الاولي للوحدة النووية الاولي والتي تزامنت مع اعياد ثورتي يونيو ويوليو المجيدة واليوم وبعد مرور أقل من اربعة اشهر وقبل الموعد المحدد بشهرين نجتمع مرة اخري لنشهد سويا ونحتفل معا بالصبة الخرسانية الاولي للوحدة النووية الثانية والتي تتزامن هذه المرة مع عيد الطاقة النووية الثاني والذي نحتفل به في 19 نوفمبر من كل عام وكأن الافراح لا تاتي فرادي فكما نجحت مصرنا الحبيبة منذ ايام قليلة في تنظيم مؤتمر المناخ COP27 الذي شهد له القاصي والداني بحسن التظيم يأتي حدث اليوم وهو الحدث الذي ما كان ليتحقق لولا توفيق الله وعزيمة ابناء هذا الصرح العظيم."
كما أضاف الدكتور ألكسندر كورتشين - نائب أول رئيس شركة "أتوم استروى اكسبورت" لإدارة مشاريع محطات الطاقة النووية:
" في شهر يوليو 2022، شهد مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية إنجازًا مهمًا، وهو صب الخرسانة الأولى للوحدة النووية الأولى. واليوم، قد اتخذنا خطوة مهمة أخرى إلى الأمام، مع بدء مرحلة الإنشاء الرئيسية للوحدة النووية الثانية.
وقد سمح لنا العمل المشترك المنسق بين "هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء" وشركة أتوم استروى اكسبورت " بإحراز تقدم بارز وواضح في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية و تعد المحطة النووية في مصر هي الأولي من نوعها وسوف يتم تشيدها بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح علي ساحل البحر الأبيض المتوسط وتبعد عن شمال غرب القاهرة بثلاثمائة كيلو متر.
وتتكون المحطة النووية من أربع وحدات كل منهما بسعة كهربائية 1200 ميجا وات من مفاعلات الجيل الثالث المطور (مفاعلات الماء المضغوط) كما تعد هذه التكنولوجيا من أحدث الأجيال المطورة التي تم تفعيلها وتشغيلها فعليا في روسيا وخارج روسيا.
ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة طبقا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017 وطبقا لالتزامات تعاقدية سيقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية وتوصيل الدورة الحياتية المتكاملة للوقود النووي إضافة إلى تدريب للكوادر البشرية وتقديم الدعم لهم في تشغيل المحطة والعمل على تقديم الخدمات للمحطة خلال العشر سنوات الأولي من تشغيلها إضافة الي بناء مرفق لتخزين الوقود النووي المستنفذ.
بدأ الحلم النووى عام 1956 عندما وقع الرئيس جمال عبد الناصر عقد الاتفاق الثنائى مع روسيا بشأن التعاون فى شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها فى النواحى السلمية، وغيرها من الاتفاقيات والعقود التى تتيح لمصر الدخول إلى العالم النووى.
فى عام 1964 طرحت مصر مناقصة لتوريد محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 150 ميجاوات وتحلية المياه بمعدل 20 ألف متر مكعب فى اليوم، وبلغت التكلفة المقدرة للمشروع 30 مليون دولار.
فى فبراير 2015 وقع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره فلادمير بوتين اتفاقية إقامة أول محطتين نووية لتوليد الكهرباء بأرض الضبعة كمرحلة أولى والتى تستوعب حتى 8 محطات نووية
أرض الضبعة تستوعب 8 محطات نووية ستتم على 8 مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالى قدرات 4800 ميجا وات.
تصل تكلفة المحطة وفقاً للعرض الروسى إلى 5 مليارات دولار للمفاعل بإجمالى 20 مليار دولار.
8- أختارت مصر العرض المقدم من شركة روس آتوم الروسية من بين 6 عروض من شركات أخرى نتيجة تناسب هذا العرض مع مصالح مصر السياسية والفنية والاجتماعية و الاقتصادية.
تعد روسيا الدولة الوحيدة التى تقوم بتصنيع مكونات المحطة النووية بنسبة 100% على مستوى العالم، ولا تعتمد على استيراد مكونات المحطة من أى دول أخرى قد يكون بينها وبين مصر خصومة تعرض المشروع للاحتكار من قبل هذه الدول و لا تضع أى شروط سياسية على مصر لإقامة المحطة النووية، بالإضافة إلى إنشاء مركز معلومات للتقبل الشعبى للطاقة النووية ونشر ثقافة التعامل معها وفوائدها التى ستعود على مصر لحل أزمة الكهرباء والمكاسب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهذا المشروع.
تقوم مصر بسداد قيمة المحطة النووية بعد الانتهاء من إنشائها وتشغيلها، وذلك من الوفر الناتج من المحطة مع وجود فترة سماح يتم تحديدها بالاتفاق بين الجانبين ، علاوة على إنشاء مصانع روسية فى مصر لتصنيع مكونات المحطة النووية محليا وهو ما سيعمل على تطوير الصناعة المحلية فى مصر ، و توفر روسيا 90% من المكون الأجنبى "عملة الدولة" وتوفر مصر 10% ، تصل نسبة التصنيع المحلى إلى 25% للإدخال تكنولوجيا الطاقة النووية للبلاد وبناء كوادر مصرية فى هذا المجال .
تستوعب المحطة النووية ما يقرب من 1400 عامل مصري ما بين مهندسين و فنين وإدارين من المتوقع تشغيل أول مفاعل لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات فى2028.
أقرأ أيضا