«سماسرة أطباء الخارج».. طريقة جديدة لكسب الأموال من القطاع الصحي

وسط حالة التخبط والخوف الذي يعيشه المصريين بعد تفشي وباء كورونا، انتشرت تطبيقات أجنبية "ألمانية وإنجليزية" تتيح للمرضى التواصل مع أطباء أجانب بواسطة مترجم يكون همزة الوصل فيما بينهم، ما اتخذ منه بعض العاملين بالقطاع الصحي بيزنس غير شرعي لهم يقومون بواسطة بجمع أكبر قدر من الأموال بواسطة النصب على المرضى وإيهامهم بالتواصل مع أطباء أجانب مدعين أنهم من كبار الأطباء حول العالم.

عن طريق مصادفة، اكتشفت "العاصمة" قيام عدد من العاملين بالقطاع الصحي استغلال المرضى بعدة قرى عن طريق إيهامهم بتواصل كل مريض منهم مع طبيب بالخارج متخصص في مرض كل شخص منهم، فما عليهم إلا القيام بتحضير المبلغ المتفق عليه وكافة الأوراق والتحاليل والإشاعات التي توضح الحالة المرضية لكل منهم للشخص الذي سيوفر لهم تلك الخدمة وينتظرون رد الطبيب والروشتة الخاصة بالعلاج الذي سيكتبه لهم.

تواصلنا مع عدد من الحالات المختلفة التي وقعت صيد سهل لهؤلاء النصابين، فتقول سمية محمود، فتاة ثلاثينية أنها تعاني مرض فيروس بي وأصيب بفيروس كورونا، تشير إلى أنها تعاني شدة المرض والإعياء العام منذ إصابتها ما جعلها تحاول التواصل مع أكثر من طبيب، وتوضح أنها ذات مرة كانت في زيارة لأحد المعامل للقيام ببعض التحاليل فقال لها أحد العاملين هناك أنه يمكنه التواصل مع طبيب بالخارج متخصص في حالتها مقابل كشف أون لاين بمبلغ قيمته 1000 جنيه والاستشارة بـ 500 جنيه.

وقال لها إن الحديث يكون بواسطة محادثة على موقع التواصل الاجتماعي "ماسنجر" ولم يكن فيديو، وفي حال عدم تمكنها من إتقان لغة الحوار مع الطبيب سيكون هناك مترجم وسيقدم لها تلك الخدمة مقابل 500 جنيه أخرى، موضحة أنها تمت الاتفاق على هذا النحو ولكنها في النهاية أدركت أن تشخيص الطبيب لم يختلف عن تشخيص الأطباء هنا.

لم يختلف وضع سمية عن "م.ع"، الذي كان يعاني من مرض الإيدز حيث إن خوفه الشديد من فيروس كورونا وسط حالته المرضية الصعبة جعلته يبحث عن استشارات طبية لأكبر الأطباء إلى أن قابله أحد الممرضين بإحدى المستشفيات التي كان يأخذ منها علاجه فاتفق معه على أن يأتي لها باستشارة أحد الأطباء الأجانب بمقابل 1000 جنيه.

وأوضح أنه علم بعد مدّة ليست كبيرة أن تلك الاستشارة كانت فقط من طبيب بالمستشفى وليس من طبيب أجنبي كما ادعى الممرض، وأنه يستغل المرضى ويجمع الأموال منهم.