فضيحة الجاموس.. إخفاء مبالغ هائلة من الدولارات  تحت وسائد رئيس جنوب أفريقيا

وسط تهديدات بعزل رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا من منصبه، على مدار الأسابيع الماضي اهتزت جنوب إفريقيا بما سُمي إعلاميا بـ«فضيحة الجاموس» أو فارم جيت.

وعلى الرغم من صدى «فضيحة الجاموس» المدوية التي وصلت إلى التشكيك في مستقبل رئيس جنوب إفريقيا، اعيد انتخاب رامافوزا، اليوم الاثنين، زعيمًا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم  مما يمهد لإعلان بقائه في السلطة لولاية جديدة في البلاد.

ويعد هذا بمثابة انتصار لرئيس جنوب إفريقيا، الذي غرق في فساد فضيحة الجاموس، وواجه دعوات للتنحي وإزاحته من زعامة الحزب الحاكم.

فضيحة الجاموس في جنوب أفريقيا

واتهم رامافوزا البالغ من العمر 70 عاماً، بمحاولة إخفاء سرقة مبالغ هائلة من الدولارات قدرت ما بين 4 إلى 8 ملايين كانت مخبأة تحت وسائد أريكة في مزرعته الفاخرة في فالافالا الواقعة شمال البلاد، والتحقيق جار في القضية لكن لم توجه له اتهامات حتى الآن.

ونفى الرئيس حدوث أي خطأ يتعلق بتلك الأموال، مؤكدًا أن المبلغ المسروق من داخل أريكة في مزرعته هو ثمن بيع قطيع من الجاموس لرجل أعمال سوداني.

تعهد بمكافحة الفساد

ومثل التقرير مصدر إزعاج لرئيس جنوب أفريقيا الذي وصل إلى السلطة عام 2017 بعد تعهدات بمكافحة الفساد المستشري في الدولة

وينفي الرئيس ارتكاب أي مخالفات، ولم تُوجه له رسميا أي اتهامات، وقال إن الأموال كانت أقل بكثير من مبلغ الأربعة إلى الثمانية ملايين دولار التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، وأوضح أنها كانت عائدات من المزرعة.

وأحبط المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يشكل أغلبية في البرلمان، تهديدا برحيله قسرا بعدما دعا نوابه إلى "اتباع خط" الحزب ورفض الإجراء.

نجاة رئيس جنوب أفريقيا من العزل

والأسبوع الماضي أعلن رئيس البرلمان في جنوب أفريقيا، أن البرلمان صوت ضد بدء إجراءات عزل الرئيس سيريل رامافوزا.

وصوت المشرعون برفض تقرير صادر عن لجنة من الخبراء وجد دليلًا أوليًا على أن رامافوزا ربما ارتكب سوء سلوك بسبب مخزون من العملات الأجنبية مخبأ في مزرعة خاصة به.

من ناحيته نفى رئيس الحزب جويدي مانتاشي في مقابلة مع محطة نيوز روم أفريقيا التليفزيونية المحلية الجمعة الماضية  أن يكون رامابوسا يفكر في الاستقالة.

وقال مانتاشي إن  الرئيس الجنوب إفريقي أفسح المجال أمام فحص التقرير والتأكد مما ورد فيه.

وأعيد انتخاب رامافوزا، زعيما لحزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم اليوم الاثنين، متغليا على خصمه، وزير الصحة السابق زويلي مخيزي بأغلبية 2476 صوتا مقابل 1897 صوتا من إجمالي 4386 صوتا أدلى بها مندوبو الحزب في جميع أنحاء البلاد.

احتفالات في جنوب إفريقيا

وأقام أنصار رامافوزا الاحتفالات مع إعلان النتائج خلال المؤتمر المهم للحزب في جوهانسبرج.

ويمهد فوز رامافوزا الطريق أمامه للترشح لولاية ثانية كرئيس للبلاد في الانتخابات الوطنية المقررة عام 2024.

واتسم المؤتمر الحاسم لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالانقسامات المريرة والفضائح المحيطة برامافوزا ومخيزي وقادة آخرين.

انتشار الفساد في جنوب إفريقيا

ومع انقطاع التيار الكهربائي الذي يصيب البلاد بالشلل لأكثر من سبع ساعات يوميا، ومعدل بطالة الذي يبلغ 35 %، وتقارير واسعة الانتشار عن الفساد، يواجه رامافوزا وقيادة الحزب العديد من التحديات التي يجب التعامل معها، حيث يرأس الحزب الحكومة والمجلس التشريعي.