Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

ورثوها عن الفراعنة.. صناع «الألباستر» بالأقصر يبيعون الآثار للسياح

 كتب:  محمد حسين
 
ورثوها عن الفراعنة.. صناع «الألباستر» بالأقصر يبيعون الآثار للسياح
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

تمتاز مدينة القرنة غرب الأقصر بصناعة الألباستر واحدة من أقدم الصناعات اليدوية التي تحاكي في دقة صناعتها وطبيعة خاماتها آلافا من القطع الأثرية الفريدة التي تحفل بها المدينة الأثرية الأهم في مصر والعالم.

 احترف صناعة الألباستر عائلات القرنة التي توارثتها أبا عن جد حيث يصل عدد الورش التي تعمل في هذا المجال بالقرية إلى ما يزيد على مئتي ورشة، الأمر الذي يجعل من القرنة أكبر قرية في الشرق الأوسط في إنتاج التحف اليدوية المصنعة من هذه الأحجار ونظيرتها من المرمر والجير.

قال أشرف محمد أحد صناع الألباستر، إن نحاتوا الألباستر لا يحتاجون في عملهم سوى بعض الأدوات البدائية وهي عبارة عن الأزميل والمبرد والمنشار ينهمك بعدها كل في عمله لتخرج في النهاية من الحجر تماثيل تنطق بالروعة.

وأضاف: "تعتمد صناعة الألباستر في إنتاجها على الكيف لا الكم إذ قد يستغرق نحت قطعة فنية واحدة أسبوعا أو أكثر قبل أن تخرج صورة طبق الأصل من القطعة الأصلية الموجودة في معبد إحدى المعابد أو المتاحف المصرية".

وتابع: "خام الألباستر متوفر بشكل كبير في عدد من المحافظات الأمر الذي ساهم في براعة الفنان المصري في تشكيل هذه الخامة البيئية لتناسب استخداماته فاستخدم الألباستر في صناعة درجات السلم وفي الأرضيات وعمل النافورات".

ومن أبرز التماثيل والقطع الأثرية المنحوتة من حجر الألباستر تمثال الإله سوبك وأمنحتب الثالث ولوحة الكرنك من أشهر الأعمال التي برع المصري القديم في صناعتها باستخدام الألباستر، حيث تضم اللوحة الأخيرة نصا هيروغليفيا يتعلق بصراع حكام طيبة مع الهكسوس.

وقد وجدت البعثات الأثرية في الفترة الأخيرة العديد من القوارير المصنوعة من الألباستر، وأشارت دراسات عدة إلى أن الفراعنة كانوا يستعملونها لحفظ المراهم والعطور.

قرية القرنة هي الوحيدة التي حافظت على هذه الصناعة التي كانت منتشرة في غالبية المدن المصرية في عهد الفراعنة، حتى أنها تعد حاليا مصدر الدخل الوحيد لسكانها الذين يفترشون الأرض أمام ورشهم وسط السياح المتشوقين لرؤية تلك التحف في مراحل تشكيلها.

ويصل عدد النحاتين والحرفيين الذين يعملون في مهنة الألباستر في القرنة إلى نحو 3 آلاف شخص يعملون في الورش وباحات المنازل إذ لا تحتاج هذه الصناعة سوى أدوات صغيرة لا يخلو منزل في القرنة منها.