أستاذة موروثات شعبية لـ«العاصمة»: نساء الصعيد مكنش عندهم بحر علشان يلبسوا مايوه
كتب: أميرة ناصر
قالت الدكتورة نهله إمام، أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية، إن تصريح الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى جاء صادما، حتى يكون إشارة للتحول الديراماتيكي، حيث كانت مصر أكثر انفتاحا وهناك تنوع في الأذواق قبل الثمانينيات.
وأضافت لـ"العاصمة": "بعد ظهور النفط في بلدان الخليج دخل معه زي دخيل على الثقافة المصرية وهي العباءة السوداء والتي انتشرت بشكل كبير في المجتمع المصري".
وتابعت: "ظروف المعيشة وسفر البعض للعمل بالخليج وجلب الهدايا من هناك، فكانت من ضمن هذه الهدايا العباية السوداء التي كانت لا تمت للزي المصري بصلة وغير ملائمة لطبيعة البيئه المصرية، حيث أنها تصنع من حرير ولونها أسود وتمتص الشمس في الصيف مما تسبب مشاكل للجسم".
وأكدت أن الزي المصري كان ينقسم، بين الدلتا والصعيد والنوبة ففي الدلتا نرى الفلاحات بجلباب به كورنيشة في نهايته وعلى الأكمام، يتميز بالألوان الزاهية، الورود الكبيرة، أما السيدة الصعيدية كانت جلباب بوسط، أما السيدة النوبية كانت تتميز بما يسمى الجرجار.
وأشارت إلى أن مصر كانت قابلة التنوع، لكل الطبقات بكافة أشكالها وتنوعها وثقافتها كانت قائمة احترام حقوق ومبادئ وزي الآخر، وهو ما اختلف الآن فالمجتمع بات كأنه لا يتحمل فكرة التنوع والتحول منذ الثمانينات رغم أن زينا المصري من النوبة مرورا بالصعيد إلى الدلتا محتشم ولا يتعارض مع الدين ، ولا الأخلاق.
واستنكرت دكتورة نهلة: "لماذا نقلد الغير بانتشار زي الخليج ونترك زينا الوطني".
أما بالنسبة للبس المايوهات في فترة الستينيات قالت: "كانت تقتصر على القادر للذهاب للمصيف بمصر، فلا نبالغ ونقول المايوه يوجد من الستينات فى الصعيد، فكيف لنساء الصعيد ارتداء لبس المايوه هناك ولا يوجد به بحر أساسا، فمن المعروف أن الصعيد مجتمع محافظ، ولكن فى بعض الأسر الأرستقراطية القادرة على الذهاب للمصيف يتقبلوا فكرة لبس المايوه لأن من غير الطبيعي تصيف بالجلباب وهذه الأسر متفهمه لطبيعة المصيف".