استشاري نفسي لـ«العاصمة»: «الاستماع لما يقال عن الزلازل حاليا يسبب أمراضا نفسية»
كتب: سماح غنيم
كشفت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي، عن تداعيات نفسية خطيرة يسببها ما يقال في الوقت الحالي عن الزلازل بعد ما شهدته دولتي تركيا وسوريا من الآثار المدمرة للزلزال الذي وقع في 6 فبراير الجاري، مؤكدة أن كثرة الشائعات التي يروج لها عبر السوشيال ميديا بشأن حدوث زلازل بمصر أو غرق الإسكندرية ربما يسبب أمراضا نفسية للذين يتابعونها ويصدقونها بشكل مبالغ فيه.
وقالت الدكتورة إيمان، في تصريح خاص لـ"موقع العاصمة" إن الشائعات التي تروج عن حدوث زلازل في مصر هي حرب نفسية لأي مجتمع تؤثر عليه بالسلب: "تهدد استقرار المجتمع فمرة يقولوا زلزال ومرة يقولوا غرق إسكندرية مفيش ما يؤكد هذه الأقاويل وإن كان هناك شيء سيحدث فهو في علم الغيب وإن كان في تنبؤات بشكل علمي يفضل يكون بشكل أفضل من كده".
وأضافت: "هذه الشائعات تتداول من فرد لآخر أو عن طريق السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة أو المواقع الإلكترونية تستهدف هدم المجتمع وتهديد أمنه وسلامته واستقراره، حيث إنها تشوه المعلومات وتزيف الحقيقة، فالكوارث الطبيعية ليس للإنسان يد فيها والزلازل لا يمكن التنبؤ بحدوثها فهي في علم الغيب وعندما يكون هناك أمر يتطلب الحذر فنحن نتوخى الحذر".
وتابعت: "انتشار الشائعات يؤدي لمشكلات كثيرة وطاقة سلبية كبيرة جدا مما يدل على قلة المعرفة بين أفراد المجتمع وقلة ثقتهم بمجتمعهم وبأنفسهم، لذلك يجب على الحكومة الاهتمام بمنع تداول مثل هذه الشائعات وتوضيح كذبها أولا بأول، لكي يعيش الناس بسلام ويتلقوا المعلومات الصحيحة، لأن قلة الوعي المجتمعي وقلة الوعي الجمعي يؤدي لعدم اكتمال أركان المجتمع السليم ولو زاد الوعي المجتمعي هنتمسك بالقوانين والمبادئ والتقاليد ونزيد من أفكارنا ومعلوماتنا".
وواصلت: "نحن ينقصنا التفكير والوعي والمعلومات، الشائعات تتسم بالغموض وعدم المعرفة الكاملة، فلماذا أصدق شيء غامض ينتشر بسهولة مثل النار في الهشيم، فمن يروج الشائعات يريد هدم الدولة وهم مرضى سيكوباتيين يهددوا أمن واستقرار المجتمع، ولا بد أن نتصدى جميعا لهذه الشائعات ولا نصدقها ونسعى لمعرفة المعلومة الصحيحة من مصادرها ونحارب الشائعات ولا نروج لها".
واستطردت: "تصديق الشائعات يؤدي لكوارث لأن سيكولوجية الشائعات في علم النفس تثير قضايا خطيرة مجتمعية تهدد أمن وسلامة المجتمع وتظل دائما غامضة وهدفها الرئيس هدم شيء معين وانتشارها يؤدي لمساوئ عديدة جدا، فالديانات كلها تتصدى لهذه الشائعات فهي حرب نفسية وباردة تنال من استقرار الفرد ومجتمعه".
وأكملت: "الشائعة ليست شيء طبيعي هي مرض ووباء كبير مثله مثل الأكاذيب والسحر هدفها هدم شيء معين لها دوافع نفسية عند من يروجها ومن يدسها ويكون غرضها خفض المعنويات، حيث كانت تستخدم الشائعات في الحروب لخفض معنويات الجنود ونوع من الإرهاب النفسي وتستخدم للتمويه على شيء أكبر، حيث كانت تستخدم في الترويج لشيء خطأ والآن تدعمها وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها بهدف هدم النفس البشرية واضطرابها واضطراب المجتمع، فالشائعة افتعال أزمة بالتالي ستسبب عقد في النفس وتؤثر في نفسيتنا جميعا وتخلق نوع من الأزمات النفسية".
وتابعت: "الشائعات تروج لإثارة الفوضى والرعب والخوف عند الناس ولو صدقناها تبقى مبالغ فيها ونحن نبلع هذا الطعم والذي يهدف إلى بلبلة الرأي العام وهدم السياسة والاقتصاد وأمن وسلامة الجيش والشرطة، فالشائعات أنواع كتيرة وتختلف حسب سرعتها وزمانها ومضمونها ومن يطلقها يختار الوقت والمكان المناسب لنشرها خاصة في العصر الحديث تكون سريعة جدا أكثر مما سبق بسبب الوسائل الإلكترونية التي تسرع ترويجها وقد تكون الشائعات نفسية أو سياسية أو صحية أو عاطفية أو اقتصادية وكلها لها بواعث سيكولوجية تؤثر على الإنسان".
واختتمت: "الشائعات تزيد الحقد وخفض الطموح واليأس والإحباط لأن لها أبعاد كبيرة جدا سياسية ونفسية واجتماعية تؤثر على المجتمع واستراتيجياته وعلى خطط التنمية والعمران أيضا، واستقرار الدولة فالتأثير كبير جدا، فهي تجعل الإنسان يعتاد تصديق الأكاذيب وتعطي طاقة سلبية للمجتمع وتأثيرها يكون سلبي على الإنتاج والنشاط الجماعي، كما تجعل الإنسان متقاعد ومنعزل وخايف ينزل شغله، خايف يسافر، خايف يعمل حاجات كتير، عشان مفيش استقرار بسببها، فهي كفيلة تمس أمن وسلام المجتمع والفرد نفسه لأنها تبث عدم الثقة في النفس والدولة والمجتمع وتؤثر على العقائد والوظائف وكل شيء".