


مجموعة السبع تطالب «صندوق النقد» بمساعدة أوكرانيا
كتب: أحمد حسني




كالمستجير من الرمضاء بالنار، وفي خطوة معروفة سلفًا حث وزراء مال مجموعة السبع اليوم الخميس، صندوق النقد الدولي على تقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بحلول نهاية مارس وفقاً لبيان مشترك.
وبدت أوكرانيا الآن مثل الفريسة في حوزة صندوق النقد، الذي بدأ في التهام الوجبة الأوكرانية الدسمة، ولإحكام السيطرة بشكل كامل على مصير كييف لأعوام مديدة، وضمان ولائها المطلق له، وإغراقها في الديون العنيفة؛ خوفًا من انتصار روسيا في المعركة الدائرة.
ويتدخل صندوق النقد الدولي في حالة الأزمات الاقتصادية الخاصة بالدول، للسيطرة عليها، ومن ثم ربطها بالنظام الاقتصادي العالمي، ولكن البعض يعتبر قروض الضندوق ضمانة على متانة الاقتصاد، وشهادة على أن الدول المقترضة بإمكانها سداد الدين، وأن اقتصادها متعافٍ بشكل أو بآخر.
لكن هذا الأمر لا ينطبق على أوكرانيا، حتى مع التسليم بأن القرض شهادة على قوة الاقتصاد، وقدرة أصول الدولة على السداد في حالة التعسر، فأوكرانيا بلد منهك، ومستنزف ماليا وعسكريًا جراء المعركة التي لم تنته بعد، كما أن الحرب لم تحسم حتى الآن.
وقد يشير الأمر إلى أن أمريكا قلقة من حسم روسيا للمعركة في الفترة المقبلة، خصوصًا بعد مرور عام كامل على هذا الصراع الدائر، الذي أنهك العالم أجمع، بسبب ارتفاع التضخم العالمي الناجم عن الحرب، والذي لم تتضرر منه موسكو بالشكل المتصور.
ومن ناحية أخرى، ترى الولايات المتحدة الأمريكية المتحكمة بشكل شبه كامل على قرارات الصندوق أن مواطنيها أنهكتهم المساعدات الأمريكية لكييف، فبدأت بالسيناريو البديل، وهو إدخال صندوق النقد في المعركة، عوضًا عنها، وهو الصندوق الذي تتبناه عدة دول، فكأنما أرادت واشنطن إدراك النصر من أموال الغرب المستثمرة في الصندوق، وأيضًا حفظ حظوظ الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.
وتراهن الولايات المتحدة والغرب على قدرة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، من إنهاء المعركة لصالح الديمقراطية الأمريكية، التي تواجه الشيوعية الروسية في ثوبها الجديد.
ومن جانبهم، أكد وزراء مال الدول السبع المتطورة في بيانهم أن العقوبات حتى الآن «أضعفت بشكل كبير قدرة روسيا على شن حربها غير المشروعة». مشيرين إلى انهم سيواصلون «مراقبة فعالية العقوبات عن كثب واتخاذ مزيد من الإجراءات الجديدة إن لزم الأمر».
وأضافت المجموعة: «سنواصل أيضًا العمل بتعاون وثيق مع شركائنا لفرض عقوباتنا ومنع أي محاولة للتهرب منها أو التحايل عليها»، وتابعت: «في هذا السياق ندعو الدول الأخرى للانضمام إلى عقوباتنا ضد روسيا».