Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

«سلام يا صاحبي».. غفران يدفع حياته ثمنًا لصديقه: «عايز أشوف أمي قبل ما أموت» (فيديو)

 كتب:  رجب يونس
 
«سلام يا صاحبي».. غفران  يدفع حياته ثمنًا لصديقه: «عايز أشوف أمي قبل ما أموت» (فيديو)
أم غفران
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace
Elasimah AdPlace

جلست والدة الشاب العشريني غفران بين جدران منزلها مرتدية ملابسها السوداء حاملة بين ذراعيها صورة نجلها  الوحيد تتقاطر دموعها على وجنتيها، آنينها لم يتجاوز صدرها حزناً على  فلذة كبدها الذي رحل بطعنة الغدر على يد أحد الأشخاص بمنطقة كعابيش بالجيزة، حينما تدخل المجني عليه للدفاع عن صديقه عمره محاولا إنهاء المشاجرة التي نشبت بين المتهم وصديقه ليتلقى طعنة في الصدر ويفارق الحياة وسط ضجيج الشارع.   

قبل لحظات من وقوع تلك الجريمة المأساوية التي كانت نهاية الشاب غفران الذي كان في السنة الأخيرة في التعليم المتوسط، أخبر المجني عليه والدته وقال: «أنا رايح فرح واحد صاحبي».

ثلاثون دقيقة استغرقها الشاب في تهيئة نفسه استعدادًا للذهاب إلى العرس الذي دُعي إليه من قبل أحد أصدقائه لتُكتب السطور الأخيرة في حياة بعدما ترك منزله مودعاً والدته وشقيقته التي تصغره بسنوات قليله.

وقال المجني عليه: «أنا نازل يا أمي محتاجه حاجه اجبهالك وأنا جاي.. تروح وتيجي بالسلامه يا حبيبي»، وكأنها لحظة الوداع التي لم يلتقيا بعدها مرة آخرى (حسب أقوال الأم).

خرج غفران مستقلاً أحد الدراجات البخارية "توك توك"، ملبياً دعوة صديقه، وخلال سيره في الشارع شاهد على بعد أمتار قليلة وجد أحد أصدقائه يتشاجر مع بائع السمك بسبب غير معلوم لديه، مما جعله يتدخل لإنهاء تلك المشاجرة وابعاد صديقه عن أي مكروه سوف يلحق به نتيجة تلك المشادة، موجهاً كلمات لتهدئة الأمر: « خلاص يا معلم .. صلى على النبي»، ولكن حينما شاهد المتهم وقع في مخيلته أنه يحاول التدخل ومؤازرة صديقه والدفاع عنه، فاستشاط غضبهُ وأسرع إلى محله وخرج قابضًا بيده سلاحاً أبيض «سافوريا» آلة حادة تستخدم في تنظيف السمك، فسدد له طعنة في الصدر.

بمجرد ان استقر الطعنة في قلب الشاب قال لصديقه قبل وفاته «خدني على البيت عايز أشوف أمي».

وقف صديقه محتضنه وسط الشارع في حالة من الزهول توقف عقله عن التفكير لم يدري ماذا يفعل؟، حتى وجد الجميع عقب الجريمة يترقبون الأمر من بعيد خوفاً من المسؤولية القانونية فضلوا النظر فقط، « الناس كانت بتتفرج ومحدش حاول ينقذ ابني من الموت»، (حسب أقوال الأم).

سقط الشاب غفران وسط الشارع يلتقط أنفاسه الاخيرة إلى أن فارق الحياة على الأسفلت ليذهب وحيداً بعيداً عن حضن أمه، ومن ثم فر المتهم هارباً من مسرح الجريمة، ولكن عقب إخطار أجهزة الأمن بالواقعة تم ضبط المتهم وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجني عليه عقب الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة.