في ذكرى ميلاد صانع النجوم.. لماذا رفض نور الشريف تجسيد مسيرة حسني مبارك دراميا؟
كتب: عزة عبد الحميد
لم يكن الراحل نور الشريف فنانًا عاديًا، يقدم دور عبر الشاشة وينتهي الأمر عند هذه النقطة، على العكس تمامًا، فكان صاحب رؤية ووجهة نظر وثقافة واسعة ويمكننا ان نضف إلى ذلك بأن وجهات نظره كثيرًا ما تجعله في موضع العديد من المشكلات.
واليوم يحل موعد ذكرى ميلاد الراحل نور الشريف الـ77 والذي غاب عنها منذ عام 2015، ولكنه ما زال حيًا في ذاكرة الجمهور بأعماله التي لا تُنسى.
وإن غاب نور الشريف فمواقفه ما زالت حية، وقادرة على الظهور حتى يومنا هذا، والتي كان منها ما قام به مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، والذي كان يرفض أن يتم تقديم سيرته الذاتية على الشاشات بعدما قام الراحل أحمد زكي بتجسيد "ناصر 56" و"أيام السادات"، ومع تقدم أحمد زكي بطلب تقديم "الضربة الجوية" وسرد قصة حياة "مبارك" من خلالها كانت الإجابة بـ"لا" جازمة".
إلا أن حسني مبارك كان له موقف مختلف تمامًا مع الفنان نور الشريف، الذي قال عنه أنه مثقف وذو حس وطني وأنه يحبه بشكل شخصي، وهو من وافق على أن يتخلى عن قرارته الصارمة من أجله وطالب بأن يؤدي نور الشريف قصة حياته بالفعل، ولكن على لسان أحد المقربين من الراحل نور الشريف رفض تقديم ذلك على شاشة التليفزيون، واعتبر أنه سيكون رياء للرئيس إذا قام به خلال فترة حكمه، وانتهى المشروع عند هذه النقطة وحتى الآن لم يظهر للنور عن طريق نور الشريف أو غيره.
ولكن، الشريف، حاول أن يمسك بالعصا من أوسطها بشكل ذكي، فلم يكن رفضه قاطع فكانت له العديد من المشكلات مع الجهات السياسية بسبب أفلامه، فقدم دور الرئيس مبارك ولكن عن طريق الإذاعة، من خلال مسلسل "سيرة ومسيرة"، وتم عرضه في عيد ميلاد مبارك عام 2001.
وكان سوزان مبارك هي من قامت باختيار ميرفت أمين لتجسدي دورها، وجسد احمد عبد العزيز دور جمال مبارك، وبعد عرض المسلسل تم الاتفاق على إعداد جزء ثان منه عام 2005 لكنه لم يخرج للنور.
وكانت قصة المسلسل تعود لعام 1988 عندما اقترح المخرج الإذاعي علي المناعي على صديقه الكاتب محمد السيد سالم، إعداد مسلسل يتناول حياة "مبارك"، بعد أن شاهد في مكتبته الشخصية كتابا يحمل عنوان "اسمي حسني مبارك" للكاتب الصحافي أنور محمد، ضم تفاصيل مهمة عن حياة الرئيس الأسبق، جاءت على لسانه عبر مجموعة من الحوارات، أجراها معه مؤلف الكتاب على عدة حلقات.