حرية الصحافة على المحك.. مقترح تنظيم وسائل الإعلام في الاتحاد الأوروبي يثير الجدل
كتب: أحمد حسني
أثار مقترح الاتحاد الأوروبي لتنظيم حرية وسائل الإعلام، الذي تم الاتفاق عليه يوم أمس الأربعاء، مخاوف عدد من العاملين في قطاع الصحافة والإعلام بشأن تراجع حرية الصحافة.
تتمثل المخاوف في أن المقترح قد يمهد الطريق للسلطات لزرع برامج تجسس داخل الأجهزة الإلكترونية للصحفيين، مما قد يؤدي إلى انتهاكات كبيرة تتعارض مع دور ورسالة الصحافة والإعلام.
يبرر المقترح تنظيم وسائل الإعلام بحجة "الأمن القومي"، وهو ما وصفته بعض الشخصيات البارزة في المجال الإعلامي بأنه يشكل خطرًا كبيرًا ويعيق عمل المراسلين والمصادر الأخرى.
من جانبها، أعربت جولي ماجيرجاك، مديرة مكتب "مراسلون بلا حدود" في بروكسل، عن توافقها مع تلك المخاوف، مشيرة إلى أن "إمكانية مراقبة الصحفيين بحجة الأمن القومي تفتح الباب أمام التجاوزات المختلفة".
على الجانب الآخر، ترى باريسا ليليستراند، وزيرة الثقافة السويدية، أن هذا المقترح يهدف إلى حماية تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية التي تواجهها الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، أعربت المجموعة الأوروبية للحقوق الرقمية عن مخاوفها من النص الواسع وغير المحدد لإعفاء المراقبة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تشجيع استخدام برامج التجسس وغيرها من الإجراءات القمعية ضد الصحفيين.
تأتي هذه المخاوف في ظل تصاعد القلق بشأن التجسس على الصحفيين في أوروبا، وذلك بعد الفضائح التي تعرضت لها برامج التجسس مثل Pegasus وPredator.
تُعد قضية تجسس وكالة الاستخبارات الألمانية على الصحفيين في الماضي مثالًا على ذلك، حيث أثارت استياءًا كبيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وتجد الجهات المعنية رؤية متباينة للمقترح، حيث تؤكد بعضها على ضرورة حماية حرية الصحافة واستقلاليتها، في حين يرى آخرون أن النص يهدف فقط للتصدي للتهديدات الأمنية وضمان سرية المعلومات.
