ساركوزي يشعل الجدل بمقترحه لحل الأزمة الأوكرانية واعترافه بضم القرم

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، جدلاً واسعاً بعد دعواته لإبقاء أوكرانيا محايدة وإجراء استفتاء حول ضم شبه جزيرة القرم. واعتبر العديد من السياسيين والخبراء أن هذه المواقف مثيرة للجدل وأن ساركوزي قد تأثر بضغوط من روسيا.

في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أعرب ساركوزي عن معارضته لسياسة فرنسا الخارجية ودعا إلى "حل وسط" مع روسيا، حتى لو انتهى الأمر بالاعتراف بضم القرم. هذه التصريحات أثارت انتقادات حادة من السياسيين، حيث اعتبروها "خيالية" و"صادمة".

من جهة أخرى، اعتبر النائب البارز عن حزب الخضر، جوليان بايو، أن ساركوزي ارتكب "خطأ مروعاً"، وأشار إلى أنه قد تم "شراء" من قبل روسيا، مشيراً إلى تحقيقات تجري حول علاقاته بشركة تأمين روسية.

وتجاوبت السياسيين والمحللون مع هذه التصريحات بانتقادات حادة. واعتبرت النائبة الأوروبية ناتالي لوازو أن هذه المواقف تعكس تبعية جزء من السياسيين لآراء فلاديمير بوتين. فيما رفضت وزارة الخارجية الفرنسية تغيير موقفها من الأزمة في أوكرانيا.

على الجانب الأوكراني، استنكر مستشار الرئيس الأوكراني تصريحات ساركوزي واعتبرها تصريحات ترتقي إلى "منطق إجرامي"، مشيراً إلى أنها تبرّر حرب روسيا على أوكرانيا. وقد أشاد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بتصريحات ساركوزي واعتبرها "شجاعة ومنصفة".

بينما حذر خبراء في العلاقات الدولية من تداعيات هذه التصريحات على السياسة الفرنسية وعلى سمعة ساركوزي نفسه. تساءل البعض عن دوافع ساركوزي وما إذا كان يسعى لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية من وراء هذه الدعوات المثيرة للجدل.