


«عائلة بونجو».. تاريخ طويل من حكم الجابون ونهاية درامية
كتب: أحمد حسني




في حادث هز إفريقيا والعالم انقلب الجيش الجابوني، اليوم الأربعاء على الرئيس علي بونجو، بعد 4 ساعات فقط من إعلان نتيجة الانتخابات، وفوزه بنسبة 64% من مجموع الناخبين.
أثار الانقلاب أصداء عديدة في العالم، حيث نددت فرنسا وأمريكا بالانقلاب، في الوقت الذي دفع فيه الجيش الشعب للنزول وتأييد الحركة، وبالفعل نزل العديد من الجابونيين إلى الشارع.
زوال عهد عائلة بونجو
حكم علي بونجو الجابون خلفا لوالده عمر بونجو في عام 2009، وحتى آخر انتخابات أقيمت في الجابون أعلنت نتيجتها اليوم بفوز علي بونجو.
أعيد انتخاب بونجو لفترة رئاسية ثانية في عام 2016، أعقب الفوز أعمال عنف وشغب واحتجاج على النتائج، وما إن أعيد انتخابه للفترة الثالثة حتى شكك الجيش في نزاهة العملية الانتخابية، وما شابها من خروقات.
بونجو الأب
في مارس 1967، تم انتخاب ليون إمبا وعمر بونجو رئيسًا ونائبًا للرئيس، وفاز بالكتلة الديمقراطية الجابونية جميع المقاعد الـ 47 في الجمعية الوطنية، في أواخر عام 1966، تم تعديل الدستور بحيث ينص على الخلافة التلقائية لنائب الرئيس في حالة وفاة الرئيس في منصبه، توفي إمبا في نفس عام انتخابه، متأثرا بمرض السرطان وأصبح عمر بونجو رئيسا للجابون، لتبدأ مسيرة عائلة بونجو في الحكم.
اُنتخب بونجو رئيسا في فبراير 1973، وألغي مكتب نائب الرئيس وحل محله مكتب رئيس الوزراء، الذي لم يكن له الحق في الخلافة التلقائية.
أُعيد انتخاب بونجو رئيسا في ديسمبر 1979 ونوفمبر 1986 إلى 7 سنوات، وأثار الاستياء الاقتصادي والرغبة في التحرير السياسي مظاهرات وإضرابات عنيفة قام بها الطلاب والعمال في أوائل عام 1990.
وافق مؤتمر أبريل 1990على إصلاحات سياسية شاملة، بما في ذلك إنشاء مجلس شيوخ وطني، وتحقيق اللامركزية في عملية الميزانية، وحرية التجمع والصحافة، وإلغاء شرط الحصول على تأشيرة الخروج.
في سبتمبر 1990، تم الكشف عن محاولتين للانقلاب وإحباطهما، على الرغم من المظاهرات المناهضة للحكومة بعد وفاة زعيم المعارضة.
بعد إعادة انتخاب الرئيس بونجو في ديسمبر 1993 بحصوله على 51٪ من الأصوات، سادت الاضطرابات المدنية الخطيرة أدت إلى اتفاق بين الحكومة وفصائل المعارضة للوصول إلى تسوية سياسية.
أدت هذه المحادثات إلى اتفاقات باريس في نوفمبر 1994، والتي بموجبها تم ضم العديد من شخصيات المعارضة في حكومة وحدة وطنية، وتمت الموافقة على الإصلاحات الدستورية في استفتاء عام 1995، لكن سرعان ما انهار هذا الاتفاق.
توفي عمر بونجو في مستشفى إسباني في 8 يونيو 2009، ليخلفه نجله علي.
بونجو الابن
حكم علي بونجو بعد وفاة والده عمر عام 2009، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 27 أغسطس 2016، أعقبتها أعمال عنف وشغب احتجاجا على نتائجها، ثم أعيد انتخابه في انتخابات أغسطس 2023، فأعلن عسكريون رفضهم نتائج الانتخابات وحل مؤسسات الدولة.
وُلد بونجو الابن عام 1959 في الكونجو، ودخل الإسلام مع أبيه عمر المعروف آنذاك باسم ألبرت بونجو عام 1973، وغير اسمه من آلين برنارد بونجو إلى علي بونجو.
تلقى تعليمه في فرنسا عام 1965، حتى نال الدكتوراه في القانون من السوربون.
عاد بونجو الابن من فرنسا وأسنِدت إليه وزارة الشئون الخارجية عام 1989 بعدما أبدى اهتماما شديدا بالعمل السياسي، وأعفي منها عام 1991 بعد إقرار دستور جديد للبلاد يمنع على من هم دون سن 35 سنة تقلد مناصب وزارية.
انتخب بونجو 1996 نائبا بالبرلمان الجابوني عن دائرة بونجوفيل، وأعيد انتخابه للمقعد مرتين في دورتي 2001 و2006.
أصبح وزيرًا للدفاع من 1999 حتى 2009، حتى وفاة والده، وانتخب رئيسا في الانتخابات الرئاسية بنسبة تزيد على 41%، حيث يمنح القانون الانتخابي المرشح الأكثر أصواتا في الجولة الأولى الفوز بكرسي الرئاسة.
في خطوة أكسبته شعبية كبيرة تخلى بونجو عن حصته من ميراث أبيه لصالح الشعب، كما تنازل عن فندقين في فرنسا لصالح الدولة الجابونية.
في أكتوبر 2018 تعرض بونجو لجلطة دماغية، صار بعدها يعاني صعوبات في الحركة والنطق، ولم يظهر علنيا لمدة 10 شهور.
في عام 2016 أعيد انتخابه في لكن عقب إعلان نجاحه دارت أحداث عنف في البلاد بسبب اعتراض منافسه وأنصاره على النتائج، واتهموه بالتزوير.
في عام 2023 أعيد انتخاب بونجو لولاية ثالثة، ونجح فيها بـ64% إلا أن الجيش الجابوني لم يوافق على نتائج الانتخابات وأعلن الانقلاب عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بسبب ما شاب العملية الانتخابية من انتهاكات منها غياب المراقبين الدوليين وقطع خدمة الإنترنت، وفرض حظر التجول ليلا في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات.