انتصارات أكتوبر في عيون الفلسطينيين.. أعاد الهيبة لـ «الجيوش العربية»
كتب: أميرة ناصر
تجدد ذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة، ونتذكر جميعًا مشاهد خاصة ما زالت عالقة في أذهان الفلسطينيين، الجميع يرددون جملة واحدة «الجيش المصري أعاد للجيوش العربية هيبتهم».
وأشار عدد من الكتاب الفلسطينيين إلى أنّ القوات المسلحة المصرية برعت في عنصر المفاجأة لجيش الاحتلال خاصة حينما دمرت خط برليف، فضلاً عن تكاتف الوحدة العربية خلف مصر أمام العدو.
الجيش المصري أعاد الهيبة للجيوش العربية
قال القيادي في حركة فتح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إنّ في السادس من أكتوبر من العام 1973 قرر الجيش المصري، إعادة الهيبة للجيوش العربية التي تقلت هزيمتين ثقيلتين من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الرقب لـ«العاصمة»: تم التخطيط في عقل القيادة المصرية التي نسقت مع بعض القيادات العربية ليكون الهجوم مؤلم للاحتلال ويعيد التوازن في المنطقة بشكل عام.
وأشار القيادي بحركة فتح، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي حينها استخف بالعرب واعتبر أن خط برليف الذي يعزل قناة السويس بشكل كامل على جمهورية مصر العربية من المستحيل اجتيازه، لتكون المفاجأة بعقلية الجيش المصري الذي هدم خلال ساعات وبالمياه هدم جدار الحماية الصهيوني.
وتابع: حرب السادس من أكتوبر لم تكن معركة عادية، بل ملحمة بطولية للوحدة العربية خلف مصر وسوريا ولبنان وكانت مواقع الاشتباك الثلاث ساحات بطولة تم خلالها تحرير جزء كبير من الأراضي العربية ، ولولا تحرك الأسطول الأمريكي وتهديد الولايات المتحدة الأمريكية بدخولها الحرب لاستمر الزحف العربي حتى تحرير كل الأراضي العربية ، فكان توقيت توقيف المعركة موفقا حتى لا يتحول النصر إلى هزيمة ، وبالعادة المنتصرين يفرضون شروط الهدنة.
صحفي فلسطيني: انتصار أكتوبر 73 جسد الحلم العربي
في سياق متصل، قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر نوفل أبوعطيوي: «ستبقى ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر عام 73، عطرة معتقة بنشوة الانتصار على دولة الاحتلال الاسرائيلي».
وأضاف: استطاعت مصر العروبة بجيشها الحر العظيم وبسالة الجيش العربي السوري ، وكافة أحرار الأمة العربية الذين خاضوا مع جمهورية مصر العربية شرف الانتماء للوعد والعهد وللأرض أن تبقى عربية لا تدنسها أو تحتلها دولة استعمارية فاشية .
وتابع: السادس من أكتوبر جسد الحلم العربي الذي أصبح واقعًا في انتصاراته على الجيش المحتل ، وأعطى فسحة من الأمل بمزيد من الانتصارات تؤكد أن العزيمة والارادة والايمان بحتمية النصر المؤزر والمبين ، العنوان الرئيسي لاسترداد كافة الحقوق المشروعة من أنياب الاحتلال الغاصب.
واعتبر ابو عطيوي، أن السادس من اكتوبر يومًا تاريخيًا يجب أن يكون باقيًا ومحفورًا في ذاكرة كل انسان عربي من المحيط للخليج ، لأنه اليوم التي شنت به مصر العروبة الحرب على الاحتلال الاسرائيلي ، وانتصرت عليه بسواعد جيشها أحرار أمتها العربية ، من خلال خطة عسكرية محكمة ، استطاع فيها الرئيس الراحل أنور السادات، أن يعيد للأمة العربية ثقتها بنفسها ، وأنها الأمة القادرة على صنع المعجزات والانتصارات.
واختتم: بالاستفادة العملية من تجربة حرب اكتوبر المجيدة مطلوبة وهامة على كافة الصعد والمستويات، وهذا من خلال تأسيس حالة وحدوية شاملة عربية تقوم على محددات ومعايير في كيفية النهوض في الواقع العربي الأليم، واستعادة الوحدة واللحمة العربية الواحدة ذات المصير المشترك إلى مسارها الصحيح ، لكي تتخلص كافة الدول العربية من براثن الحروب الداخلية والنظر للأمام بقوة واقتدار على مواجهة مخططات قوى الاستعمار، التي تحاول جاهدة النَيل من عزيمة الإنسان العربي وتهديد وجوده واستقراره.