إيمان منصور تكتب… سيناء حُلم يراود إسرائيل
كتب: إيمان منصور
عندما سئل موشى ديان عن قاعدة شرم الشيخ البحرية التي أنشأتها إسرائيل فى شبه جزيرة سيناء بعد إحتلالها فى حرب يونيو 67 ، فقال أنها أهم من السلام مع مصر . وفى النهاية لم يجد إعتراض "موشى ديان" وأنسحبت إسرائيل من سيناء بالكامل على مراحل إنتهت يوم 25 أبريل عام 1982.
لكن شبه الجزيرة الاستراتيجية لن تفارق خيال الإسرائيليين كما تكشف وثاثق بريطانية، والتى تقول أن إسرائيل لن تجد العوض عن سيناء التى هى حلم يراودهم .
لم تغب سيناء عن الفكر الصهيوني هذا الفكر الذي بدأ منذ القرن التاسع عشر فى محاولة لإحياء أرض الميعاد المزعوم، إذ إحُتلت مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص، فهي موضعاً متميزاً فى الفكر التوراتي، فمصر هي الأرض التى أتى إليها إبراهيم ويوسف وموسى "عليهم السلام"، أما سيناء على وجه الخصوص فهي الأرض التى تشتت بها اليهود بعد خروجهم من مصر أربعين عاماً، حتى وصولهم إلى أرض فلسطين.
لذلك يحرص الفكر الصهيوني دائماً على إدعاء الوجود اليهودي وإستمراره فى سيناء منذ العهد القديم، وتحرص الدرسات الصهيونية فى هذا الشان على ذكر (حمام فرعون ـ عيون موسى ـ جبل موسى وطور سيناء ) حيث نزلت الوصايا العشر، وبالتالي تعتبر سيناء جزء من الأ راضي المقدسة، وأرض المعاد وإنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
من هنا أطلق على سيناء " فلسطين المصرية " وهو تعبير صهيوني يهدف إلى إدماج سيناء فيما يعرف بفلسطين الكبرى كما ينزع عن سيناء انتماءها المصري الأصيل إذ يجعل سيناء أرضاً بلا هوية كما يتجاهل الاسم التاريخى للمنطقة " سيناء " الذي يأتي فى الكُتب المقدسة والكتب التاريخية على حد سواء.
وما اشبه الليلة بالبارحة،! إترددت إعادة توطين أهل غزة فى سيناء، على أن سيناء أمتداد طبيعى لسوريا الجنوبية أى فلسطين الحالية فى الفكر الصهيونى كما أنه يعالج الكثافة السكانية العالية فى غزة ويفتح سيناء كمجال حيوي لأهل غزة وهنا تغيب سيناء هذا هو الحلم الذى يراودهم دائمأ .
ولم تكن مصر يوماً تسعي إلى حرب وقبل يوم السادس من أكتوبر طلبت مصر الجلوس على طاولة مفاوضات لإسترداد حقها من إسرائيل بطرق سلمية قال " هنري كيسنجر" وزير الجارجية الأمريكى وقتها أن مصرلا تملك ما يجبر إسرائيل على فعل هذا، لذا كان قرار الحرب ليكون دراساً قوياً وصفعة على وجه العدو.
وجاء نصر أكتوبر العظيم ليكبح حلم أسرائيل، وتعود سيناء بالكامل إلى بلدها الأصلى مصر، و يعد حرب أكتوبر وما حدث فيه من فنون القتال يدررس حتى الآن فى المعاهد العسكرية، كيف استطاعت مصر أن تسترد جزء من أرضها فى 6 ساعات، أما الباقي فكان بالسياسة وفرض الأمر الواقع على المحتل وفى 25 أبريل 1982 وضع العلم المصرى على أرض سيناء وكان لى الشرف أن أقابل أحد الضباط الذين ذهبوا لإستلام الأرض ورفع العلم المصري، وإنزال العلم الإسرائلي قال لى " كنا نبكي فرحاً وهم يبكوا حزناً.
ويأتى الاحتفال بأعياد سيناء الـ 42 هذا العام، و مصر تواجه كثير من التحديات وخاصة بالقضية الفلسطينية بالتوازى مع خطة مصر للإعمار والتنمية فى سيناء والتى تعد بمثابة العبور الثاني إلى سيناء، ومنذ اللحظة الأولى، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على تطهير سيناء من الارهاب، ولم يكن سهل على مصر فقد شبابها فى حرب غير نظامية فأختلط دماء المصريين برمال سيناء، كما إختلط على مر العصور وتمت تطهير الأرض، وبداية التنمية على جميع المستويات من البنية التحتية وإنشاء المشروعات، مع وجود المدارس والمستشفيات وإنشاء مساكن تليق بأهل سيناء إنشاء أنقاق تربط بين الشرق والغرب، والبدء فى عمل ميناء العريش ، فإن كنا نتحدث عن عبور أول نفذه الأباء و الأجداد، فالآن تم عبور آخر نفذه رجال مصر الأوفياء الذين ضحوا من أجلها ولن يتركوا حبة رمل تضيع فسيناء دائماً مقبرة الغزاة.